مشكلة الوفاق أنها «تكذب» مع الكل. وأول الكذب الذي تقوم به هو مع شارعها ومن هم منها وفيها.في كل تصريحاتها هي تكذب على جمهورها قبل الجميع، تقول لهم ما لا تقوله في اجتماعاتها المغلقة، بالأخص اجتماعاتها مع النظام والذي فيه «تستجدي» أي شيء لـ»تسكت» به شارعها.إن خرج لنا أي عنصر فعال «متكلم» من الوفاق ليكذب ما نقول فهو يصل لمرحلة «يأس» فعلية، بحيث إنه يحاول أن يكذب على نفسه الآن قبل غيره، وهنا طبعاً لا يلام، إذ من قال بأن الوفاق هي من تقود الشارع، بل الأصح أن الشارع بالأخص المراهقين من الشباب والملثمين الذين يرمون المولوتوف ويسدون الشوارع ومن يمارسون الشتم والتسقيط ويتكلمون ببذيء الكلام في التواصل الاجتماعي هم من يقودون الوفاق، ومن أنفها حتى.جمعية تدعي أنها الأكبر في البحرين، وتدعي كذباً بأنها من تمثل الشعب، جمعية بهذا «الحجم الافتراضي» تعجز عن مواجهة شارعها بالحقيقة التي تحاول طمسها وإخفاءها بتصريحات «فنتازية» فيها من الصراخ ما فيها، وفيها من محاولة «تسول» هتاف الجماهير ما يضحك، لا تقوى على مصارحتهم بما فعلت طوال الشهور الماضية، بالأخص ما فعلته من زيارات خاصة.النظام الذي تشتمونه كل يوم، النظام الذين تحاولون تحريض الناس على مناهضته وشتمه وتسقيطه، هذا النظام لو أراد فضح قيادات الوفاق وبالأدلة لفعل، لكشف بسهولة الكلام الذي كانوا يقولونه، والطلبات «أكرر الطلبات وليست المطالبات» التي كانوا يقدمونها.تعرف العناصر المعنية منهم ما نقول هنا، يعرفون تماماً ماذا قالوا وماذا طلبوا وماذا أرادوا أن يحصل حتى يعلنوا مشاركتهم في الانتخابات ووقف نزولهم للشارع، بالتالي لماذا لا يملكون الشجاعة لمصارحة شارعهم؟!على شارع الوفاق الذي يطلب منه أن يخرج ليكون الحائط البشري لقيادات الكلام ومحبي «الشو» أن يسأل هؤلاء مدعي النضال عما قالوا وفعلوا وطلبوا.. لا أن يقف فقط ويصدق كل ما يساق له، لا أن يكون أداة سهلة يلعب فيها ويتم تسويق أي شيء له.فوثيقتهم التي أقاموا «مناحة إعلامية» عليها، هم أنفسهم نسفوها نسفاً وتخلوا عنها حينما لاحت لهم بارقة أمل بأن بعض الطلبات قد تتحقق، وغيرها من أمور تخلت عنها الوفاق فقط لتتحصل على أي مكسب حزبي خاص بها ولا علاقة لجمهورها فيه.ليمتلكوا الشجاعة ويخبروكم بطلبهم الذي كرروه مراراً في كل جلسة مغلقة «لا تعلن على الملأ» مع الدولة، حينما كانوا يقولون «أعطونا شيئاً لنسكت به شارعنا ويكفينا الإحراج معهم»!هذه الجملة بالتحديد، ألم تقولوها، ألم تذكروها، ألم تكرروها؟! الآن سيقولون بأننا نمتلك معلومات لا يفترض أن تنشر، أو أن لدينا مصادر مخابراتية أو .. أو ..، لكن زبدة القول والهدف ليس في كيفية معرفة المعلومة، لكن في صحتها. هل ما نقوله كذباً، أم هو الصحيح والذي يحاولون إخفاءه عن جماهيرهم ومن مازال يصدقهم؟!نعم، الوفاق باعتكم حينما لاحت الفرصة، طلبت مكاسب لإسكات الناس وامتصاص غضب جمهورها المحشد، فخوفهم من مولوتوف المشحونين من أتباعهم أكثر من خوفهم من تطبيق القانون عليهم.لن يمتلكوا جرأة مصارحة شارعهم، بالتالي هاهم يعلنون المكابرة وأنهم لن يتعاطوا مع أي انفراج يحصل أو تقدم يحدث.على الدولة الثبات بقوة على موقفها، أما ما تقوله الوفاق بأن اعطونا شيئاً لتهدئة شارعنا، فالرد عليه كلمات بسيطة مفادها بأن «خبز خبزتيه .. يا وفاق كليه»!
Opinion
الحقيقة التي لا تقولها الوفاق!
24 سبتمبر 2014