جفت الأقلام وطويت الصحف ولا شيء من وعود الوفاق لجمهورها تحقق، هي تعرف ذلك لكنها تريد أن تدخل الانتخابات وتخشى جماهيرها وتعرف أن قرار دخولها عالي الكلفة عليها، الوفاق مثل الذي عزم «الفريج» كله على العشاء واستمتع بمديح الكرم والبذخ والعطايا الذي أسبغوه عليه وحين جاء وقت الدفع استحى أن يقول للمعازيم إنه مفلس وأسقط في يده واحتمال أن يطلب من المعازيم دفع الكلفة، فجاء الآن يطلب سلف من القيادة، اعطوني أي شيء أستر به عورتي.ثمن دخول الوفاق للانتخابات تتحمله هي لا القيادة، كل يتحمل مسؤولية قراره فلسنا نتعامل مع أطفال أو جهلة، الوفاق بلغت سن الفطام وحين اتخذت قرار الانسحاب من المجلس اتخذته بإرادتها وكان عليها أن تفكر بأن قرار العودة له سيكون مكلفاً، ويفترض أن تتحمل زعاماتهم مسؤولية جميع قراراتهم التي اتخذوها منذ انسحابهم عام 2011 حين ناشدهم الكل بما فيهم من عدتهم خصومها وأنا منهم عبر تلفزيون البحرين، ناشدناهم في ذلك الوقت أن يلتمسوا الحكمة ويفكروا في الغد وألا ينسحبوا من المجلس، بل يشهد كل النواب حجم الاتصالات والمحاولات التي بذلناها من أجل عدم قبول انسحابهم، إنما ماذا يفعل النواب وزعامات الخيبة أصروا على موقفهم فقبله المجلس؟ إنه الغرور لعنه الله وقلة الخبرة والغباء السياسي والعناد والاستكبار وقرارات السيد التي ألزمتهم بالانسحاب بخلاف نصيحة كل حلفائهم بما فيهم السفير الأمريكي والبريطاني، والآن يريدون أن يدخلوا لكنهم يريدون أن تتحمل القيادة الكلفة السياسية لقرار عودتهم، وهي فاتورة كبيرة وعالية وخطرة على جميع المستويات الأمنية والسياسية وحتى العدلية.ماكينة «الوسطاء» بين الجماعة والقيادة تعمل على مدار الساعة الآن وبكامل طاقتها لقاءات واتصالات ومقالات تصريحات وتلميحات، فالمهلة تضيق عليهم، وثلاثة أسابيع موعد فتح باب الترشيحات غير كافية لتهيئة جماهيرها لصدمة العودة، يطلبون حبل إنقاذ تلقيه عليهم السلطة ولا يعبئون بالضرر الذي سيلحق بصاحب القرار، مقابل أن تشارك هي في الانتخابات!! لذلك هي تطلب «أي شيء» «تيك اويي» .. «أي شيء» من أجل تقديمه لجمهورها حتى يقبل بمشاركتها بعد أن قالت له قرارات قطعية، و»أي شيء» هذه قد تكون العفو عن المحكومين!! (العفو عن المحكومين هو «الشيء» الوحيد الذي لا يستوجب أن يعرض على المؤسسة التشريعية، وهو حق واختصاص أصيل لجلالة الملك)، لذلك يلح الوسطاء على هذا الطلب حتى يقدموه لذر الرماد في عيون تلك الجماهير المغيبة وإبقائهم داخل فقاعتهم، ولا يهمهم ما الضرر الذي سيلحق بصاحب هذا القرار. ولا حاجة للقول إن الوفاق يهمها إخراج «الكبار» من المحكومين أو من تسميهم الرموز فحسب، أما المئات من الشباب الذين قضوا على مستقبلهم ووأدوا زهرة شبابهم فيعدون بالنسبة لهم «كالخردة» وحطب الوقود ورماد التنور المتبقي والشمعة التي أحرقت من أجل الرموز، وهؤلاء سيمنحون أمهاتهم وآباءهم بعضاً من الوعود والكلام ويزورونهم في بيوتهم فترة من الزمن ثم بعد ذلك كان الله غفوراً رحيماً .. المهم الآن أن يدخلوا الانتخابات .. هذا هو المهم.على الدولة أن تفطم «الوفاق» ويكفيها دلالاً أفسدها لأربع سنوات خذلتهم فيه أربع مرات، ولتملك قياداتها تبعات الزعامة وقراراتها وحدها ولتواجه جماهيرها وحدها فلا يبيض لها أحد وجهها ويتحمل نيابة عنها الحجارة التي ستلقى. كان قرار تغييب الجماهير عن الواقع وخلق حالة فقاعية ليعيش فيها، قراراً خطراً جداً على الاثنين الزعيم والجماهير، فالواقع سيفرض نفسه عاجلاً أم آجلاً وها هو قد حدث، والمواجهة محتومة، وزعامات الوفاق تعرف جيداً أنها أخطأت لكنها أجبن من أن تتحمل المسؤولية، وتريد من القيادة أن تتحملها نيابة عنها.الزعامة ليست مجانية كما يظنون فمثلما بها أكتاف تحملهم، بها أيضاً كفوف تصفعهم وعلى الزعامة أن تهيئ نفسها للحالتين.