لا أدري إلى متى سنظل نطالـــب الجهات الرسمية بتحمل مسؤولية الحضور الجماهيري والمتابعات الإعلامية ونغفل عن الدور الذي يفترض أن تقوم به الجماهير من تلقاء نفسها ووسائل الإعلام من خلال مؤسساتها لتأدية هذه الأدوار التي ليست في الأساس من مسؤولية الجهات الرسمية التي تقوم بمبادرات ذاتية مشكورة لابتعاث الإعلاميين إلى الدورات والبطولات الخارجية وكذلك تفعل مع الجماهير الرياضية!نحن نتحدث عن مرحلة مستقبلية تقوم على الاحتراف المهني الذي يستوجب أن تلعب فيه المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة دوراً مهنياً تتحمل فيه مسؤولية ابتعاث مندوبيها إلى الدورات والبطولات الرياضية على حسابها الخاص لكي تتاح لهؤلاء الموفدين حرية ممارسة دورهم المهني بعيداً عن الضغوطات والإملاءات والإحراج التي نلمسها في الكثير من التغطيات الإعلامية ذات الصبغة الرسمية!!هذا هو النهج المهني المتبع في غالبية دول العالم بما فيها عدد من دول الجوار الخليجية التي تتكفل مؤسساتها الإعلامية الرسمية والخاصة بتحمل نفقات مندوبيها إلى الدورات والبطولات الرياضية، وهذا ما نأمل أن يتحقق لدينا على أرض الواقع سواء من خلال المبادرات المباشرة من تلك المؤسسات أو من خلال جمعية الصحافيين البحرينية ولجنة الإعلام الرياضي المنبثقة من هذه الجمعية.لم يعد الأمر إلزامياً للجهات الرسمية في تحمل مسؤولية ابتعاث الوفود الإعلامية باستثناء الوفد الإعلامي الرسمي الذي تتركز مهامه في القيام بأدوار رسمية تختلف عن الدور الذي يفترض أن يلعبه الصحافي أو الإعلامي المبتعث من جهة مؤسسته الخاصة، ولقد كانت لنا تجارب معدودة في هذا الجانب من خلال بعض المؤسسات الإعلامية التي نجحت في استقطاب رعاة من القطاع الخاص لتغطية تكاليف وفودها الإعلامية ولمسنا الفوارق المهنية في الرسائل اليومية لتلك المؤسسات وتغطياتها المتميزة لتلك الاستحقاقات مما يؤكد قدرة مؤسساتنا الإعلامية على تحمل مسؤولية إيفاد مندوبيها إلى تلك الدورات والبطولات دون الحاجة إلى الجهات الرسمية المعنية بتلك الاستحقاقات.أما بالنسبة للجماهير الرياضية فإن الأمر يستوجب أن نكرس ثقافة الولاء والانتماء للأندية والمنتخبات الوطنية وأن تبدأ الجماهير في ملاحقة فرق أنديتها ومنتخبات وطنها أينما حلت وأن تتحمل بنفسها مسؤولية التواجد فوق المدرجات - كما كانت تفعل جماهيرنا الرياضية في ستينات وسبعينات القرن الماضي – وكما تفعل جماهير الأندية والمنتخبات في أغلب دول العالم بما فيها الدول الفقيرة حيث تتحمل تلك الجماهير مشقة السفر من بلد إلى آخر من أجل مؤازرة فرقها الرياضية بل إن أعداداً كبيرة من الجماهير البحرينية تسافر على حسابها الخاص لمشاهدة الفرق الأوروبية التي تميل إليها علينا أن نتخلص من عادة الاعتماد على الغير وانتظار المبادرات الخاصة وأن نكرس عادة الاعتماد على النفس وإبراز الجانب المهني والولائي حتى يمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن مرحلة الاحتراف الرياضي السليم.