تحاول طهران منذ فترة طويلة الحفاظ على أسطورة نسجتها من خيالها الواسع، وهي أنها القوة العظمى في خليج العرب، ولذلك تحاول التدخل هناك وهناك في الشؤون الداخلية، وتحاول إقحام نفسها في صراعات وأزمات إقليمية، وأحياناً تبدي استياءها عندما يتم تجاهلها في أي ترتيبات إقليمية. مشكلة طهران قناعتها السخيفة في أنها دائماً تمثل الحلول لكافة المشكلات، ولا تنظر إلى نفسها على أنها سبب لمعظم المشكلات. لذلك امتدت وقاحتها بنشر الفوضى في المنطقة من تدخلاتها السياسية المباشرة في البحرين إلى العراق وسوريا ولبنان وأخيراً اليمن، وهي تدخلات معروفة ومكشوفة تجعلنا نصنف طهران في خانة «غير الأصدقاء». تابعنا مؤخراً التصريحات الإعلامية المتكررة للمسؤولين الإيرانيين ضد مملكة البحرين وهي تدخل في الشؤون الداخلية، وكذلك التطاول المرفوض ضد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والمساس بسمعة وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل حفظه الله، وهو ما عكس إفلاساً دبلوماسياً إيرانياً من الدرجة الأولى. رغم كل المحاولات فإن طهران مازالت تحمل نوايا سيئة ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وتسعى باستمرار إلى زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي لهذه الدول، وكذلك الأمن الإقليمي. وآخر فصول مسلسل التدخل الإيراني في الشؤون الخليجية موقفها من إحدى المحاكمات التي أجريت في الشقيقة الكبرى السعودية، حيث انتقدت طهران هذه المحاكمة وإصدار حكم الإعدام فيها، ولم تكتف بذلك بل أوعزت لأمين عام الجمعية السياسية التي تتحكم فيها في البحرين بضرورة انتقاد هذا الحكم، وهو ما تم ظهر أمس من على منبر الجمعة. لا يحق لطهران ولا لأمين عام جمعيتها في البحرين انتقاد القضاء السعودي، فهو شأن سعودي بحت، في بلد له أنظمته وقوانينه الخاصة التي يجب احترامها وعدم التدخل في شؤونها مهما كانت الظروف. ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام المساس الإيراني السافر ببلاد الحرمين، فما يمس الرياض يمس المنامة ولسنا بحاجة لتبرير السبب للإيرانيين. طهران بحاجة ماسة اليوم وليس غداً إلى النظر في مشكلاتها الداخلية المتفاقمة، من الأوضاع الاقتصادية المتردية، وبطالة الشباب، والفساد الأخلاقي، والأهم الاستماع لأصوات المواطنين الإيرانيين التي أخرسها رجال الدين بعد أن طالبت بالحرية والعدالة والاستقلال بدلاً من تصدير الثورات والمشكلات والحروب الإقليمية في المنطقة. وإذا استمرت التدخلات الإيرانية الوقحة، على دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ قرارات مصيرية تجاه العلاقات مع طهران التي أكدت أنها لا ترغب في جوار حسن.***«من السهل تصدير الفوضى، ولكن من الصعب تحملها إذا عادت إليك»
Opinion
إلا السعودية
18 أكتوبر 2014