بشكل أصبح روتينياً وأحياناً يومياً لا شغل لأجهزة الدولة سوى تصحيح أخبار جريدة الوسط المفبركة وغير المهنية والضارة بالبحرين، وهي مستمرة في مهمتها وخطابها الموجه للخارج خاصة في موضوع «داعش» والإرهاب السني، فهو الموضوع المفضل دولياً ويلفت نظر الإعلام الغربي، الوسط لا تخاطب الداخل في أي تناول لها عن التنظيمات السنية الإرهابية، بل تخاطب المنظمات والسفارات والحكومات الأجنبية.إذ إضافة إلى اهتمام صفحتها الأولى والخبر الرئيس لها دوماً بكل مؤشر سلبي عن البحرين في التقارير الدولية أو التصريحات الأجنبية، تتبنى بشكل يكاد يكون يومياً مهمة إرسال رسالة للمتلقي الغربي مفادها أن البحرين «كدولة» ترعى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، مكملة بهذه السياسة الإعلامية مهمة بقية أجنحة «جماعة الفقيه» «الحقوقية» منها و«السياسية» بتحريض المجتمع الدولي ضد البحرين ونقل صورة مبالغة ومضخمة حول نشاط التنظيمات السنية الإرهابية في البحرين، ملحقة أكبر الضرر بالمصلحة الوطنية ومهددة أمن واستقرار وطنها، فالبحرين شريك رئيس وأساس في محاربة الإرهاب وستستضيف الشهر القادم مؤتمراً دولياً حول مكافحة تمويل الإرهاب، وهكذا تعود البحرين لمكانتها الدولية السابقة قبل 2011 وهذا فشل آخر يضاف لفشلهم وسقوطهم الذريع، فتأبى آلتهم الإعلامية إلا المكابرة وبذل المحاولات الأخيرة ولسان حالها يلح على المجتمع الدولي لا تصدقوا النظام البحريني هو لا يحارب الإرهاب، هو يرعى الإرهاب، هذه هي رسالتها للعالم عن البحرين عن وطنها عن أمنها الوطني عن سيادتها عن مصداقيتها، هذا هو قدر ومعنى البحرين عند هذه الجماعة.فبعد أن جاب (رمزها) الحقوقي الأصقاع ليقول إن أجهزة الدولة الأمنية البحرينية عبارة عن حاضنة للتنظيمات الإرهابية، ركضت الجريدة بالأمس مهللة بخبر حصلت عليه دون أن تمنح الحقيقة فرصة للظهور أو تمنح نفسها فرصة للتحقق، فنشرت خبراً مفاده اعتقال اثنين من طالبان كانا يعيشان في البحرين بواسطة قوات أمريكية، بصورة كبرتها بقدر ما تستطيع التكبير، وفاقت في حجمها وغطت على خبر بان كي مون مهنئاً البحرين بإعلان الانتخابات، ولشدة كبرها ذكرتني بالصور المطوية التي تفتح طياتها فتكبر عن حجم المجلة أو الجريدة، ولو كانت هناك إضاءة أو كشافات لوضعتها الوسط من أجل إبراز الصورة وكتبت بأكبر بنط في جهازها «طالبان تتهم أمريكا باعتقال اثنين من قادتها في البحرين» فإن أغاظتك الإشادة بالبحرين إلى هذه الدرجة فذلك لا يعطيك الحق في إلحاق الضرر بأمنها. الجريدة لم تتحر لم تنتظر الرد وهي تعرف أن الرد أياً كان سيرسل لها وستنشره تبرئة للذمة، إنما تعرف أن مساحة تصحيح الخبر لن تستقيم مع مساحة الخبر الكاذب، وتعرف أن خبر وجود إرهابيين في دولة هي شريك أساسي في التحالف ضد الإرهاب يعيشان فيها وينعمان بالعيش فيها ممكن أن يضر بموقعها في ذلك التحالف، وتعرف أن خبر تحرك القوات الأمريكية في دولة ما ومنحهم صلاحية إلقاء القبض واعتقال الأشخاص في أي دولة يعد إهانة وإذلالاً لسيادة الدولة من شأنه أن يستفز المشاعر الوطنية الغيورة على كرامة وطنها، لكن ذلك لا يهم، المهم أن تكبر خبر وجود إرهابيين في البحرين وأن الأمريكيين لهم صلاحية الاعتقال في البحرين، وتعرف أن فحوى هذا الخبر سيجعل من البحرين بؤرة استقطاب للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات انتقامية، كل ذلك استهانت الصحيفة به على أساس سينشر التصحيح في اليوم التالي إنما في زاوية من زوايا الصفحة، وإن سألوه سيقول نقلت الخبر وناقل الكفر ليس بكافر !يا أخي .. نعرف أن الغيظ والحقد مدمر وقاتل خاصة في حالة الفشل المتكرر والمربع والمكعب أعانكم الله، إنما نحن نتحدث عن مصلحة عليا لا يختلف اثنان على تحديدها في موضوع الحرب على الإرهاب ولا يستخف بالعبث بها والاستهانة بأخبارها إلى هذه الدرجة، فتلك ليست معلومة عادية نتهاون في نقلها بهذا الشكل، تلك ليست قضية بعثات وزارة التربية تلك معلومات خطيرة تهدد أمن الدولة ومصداقية شراكتها في الحرب على الإرهاب، والمساهمة في نشرها دون تحري دقتها ليست حرية تعبير بل هي تهديد لأمن الدولة وسلامتها، إلا إن كنت تسعى لنشر المغلوط عن سبق إصرار وترصد!!