شعب البحرين شعبٌ متعلم وواع فلا يتبع فتوى باطلة أو دعوة جاهلة، وليس شعباً خائناً لعهد الله ورسوله، ولا لعهد كتبه على نفسه وأشهد عليه الله وملائكته، شعب البحرين شعب واعٍ بمسؤوليته وبالأمانة التي تقع على كاهله، أمانة الأمة التي لو قُتل في سبيلها فجزاؤه جنة الفردوس، أمانة الأمة التي تسبق النفس والمال والولد، إنها الأمانة التي حملها هذا الشعب وأثبت أنه أهل لها، شعب البحرين واجه فلول الغدر حين ملئت الشوارع، وضرب مثالاً على شجاعته بامرأة واجهت الميلشيات في حادثة المرفأ المالي، والتي أصبحت حديث القاصي والداني.سيدة كتبت أسطورة الثبات والشجاعة لنساء البحرين، فكيف برجالها الأشاوس، شعب البحرين الذي تحدى شبابه المليشيات في الجامعات والمدارس وفي كل مكان عندما سلوا سيوفهم وخناجرهم وأسياخهم لتخترق صدور ورقاب النساء، وزهرة صالح كانت مثالاً، فكيف يعجز هذا الشعب على هزم دعوة تريد أن تسلم البحرين إلى إيران؟.إن تصفير صناديق الانتخاب حلم الانقلابيين، حيث دعا إلى ذلك كبيرهم رغبة في أن يحول البحرين إلى عراق ثان، تصفير الصناديق تأييد لما يسمى ائتلاف 14 فبراير وخضوع لإرادة علي سلمان ونزول عند فتوى عيسى قاسم. تصفير الصناديق هو ما تراهن عليه القوى الانقلابية التي تريد إثبات أنها الأغلبية، وأن المجالس النيابية والبلدية بدونها لا شيء ولا وجود لها، لأنها هي كل شيء. تريد أن تثبت أن لا كفاءات غيرها ولا رجال بعدها لا في شيعة ولا في سنة، كما حكمت من قبل على المترشحين الذين رفضوا قرارها بالمقاطعة بأنهم خارجون عن الإسلام، حيث أطلقت على قائمتها «القائمة الإيمانية».إن الاستبداد والبطش الوفاقي ليس على أهل السنة، لأنها تعلم أن ليس لها عليهم سبيلاً ولن تقدر عليهم قط؛ لكن استبدادها وبطشها الذي تمارسه اليوم هو على أبناء طائفتها، حيث أحرقت بيوتهم وسياراتهم وأرسلت لهم رسائل التهديد والوعيد، لكن الكثير منهم يخاف من التبليغ عن هذه التهديدات، فالوفاق اليوم مثل مافيات الإرهاب العالمية التي تتخلص من أتباعها إذا خالفوها الرأي أو تجرأ أحد منهم على أن يخرج عن طاعتها، وذلك في سبيل مصالح رؤسائها!!إن هذه الحفنة تسعى إلى هلاك شعب البحرين وتدمير بلاده، فهي تريد أن يخرج التلاميذ إلى مدارسهم ولا يعودون إلا أشلاءً أو في أكياس سوداء، وذلك كما يحدث لأطفال العراق، يريد هؤلاء أن يستظلوا بـ «مالينوسكي» كما استظل شعب العراق بـ «بول بريمر»، يريدون الحكم ليس لخير الشعب بل لأنفسهم، كما فعلت عصابات حكام العراق الجدد بعد أن نهبت خيرات العراق، أما الشعب العراقي بسنته وشيعته فقد صارت أقدامه تغوص في المخلفات والقمامات بحثاً عن كسرة خبز. إن تصفير صناديق الانتخابات ليس في صالح أحد إلا تلك المجموعة التي تخص نفسها بهبات بغداد وطهران، فتعيش في رفاهة وأناسة، ولا ترمي حتى بالفتات لأتباعها، إلا لمن يحرق إطاراً أو يفجر صرافاً، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها شعب البحرين الحر بسنته وشيعته.نعود ونكرر؛ إن شعب البحرين ليس متخلفاً كي يبيع أرضه ويشتري الدمار، وليس بسفيه أو أحمق كي يستبدل الأمن بالخوف والضياع، شعب البحرين يرى ويشاهد ماذا حل بدول كانت يوماً آمنة، فإذا بها تتحول إلى أشباه دول، وها هي ليبيا التي تحكمها العصابات، وتونس التي تعاني من عدم الاستقرار، واليمن الذي يخوض حرباً طائفية تفتك بأبنائه، وعراق سالت أنهاره دماءً وسوريا التي تحولت إلى ركام ولبنان هي الأخرى على أبواب الضياع.فأين البحرين من كل هذه الدول؟، البحرين دار العز والأمان، البحرين التي عاش فيها الشعب بالمحبة والوئام، البحرين التي غنت على أغصان أشجارها العصافير وأطربت أسيافه على «الهول يا مال»، هذه البحرين ستبقى ويبقى شعبها الشجاع الوفي المقدام الذي سيضرب الأمثال للأمم والأجيال، فهو شعب مستقل لا يتبع فتوى باطلة تريد أن تسرق وطنه منه وترميه في الملاجىء والخيام.فيا شعب البحرين.. هذا يومكم والأمانة في أعناقكم، فإما أن تؤدوها كما أمركم الله وإما أن تتبعوا خطوات الشيطان فيصير مآلكم الهلاك ثم جهنم وبئس القرار.