مرة أخرى؛ أثبتت البحرين ملكاً وحكومة وشعباً بأنها في مستوى المسؤولية وفي مستوى التحديات المحدقة بها، عندما حققت نصرها المظفر الكبير بنجاح عرسها الانتخابي، وذلك ما يؤكد بأن إرادة الخير والحب والسلام والتسامح في هذا البلد الطيب هي أقوى وأعلى وأسمى من كل المحاولات الضالة المضلة التي تستهدف أمن واستقرار هذه المملكة وحرف وتزييف إرادة شعبها الأبي.الشهادات الدولية بحق الانتخابات التي جرت في البحرين، حيث أكدت معظم الأوساط السياسية والمطلعة بأنها كانت جيدة جداً، حيث وصلت إلى سقف 52.6%، ولم تشكل المقاطعة سوى 15%، وهذه كانت بشهادة السفراء الأجانب ومن ضمنهم السفير البريطاني، الذي راقب بنفسه مجريات العملية الانتخابية وكذلك بعثة الاتحاد الأوروبي المتواجدة حالياً في البحرين، إلى جانب الإعلاميين العرب والأجانب الذين حضروا هذه العملية الانتخابية وشهدوا مجرياتها عن كثب.مملكة البحرين التي تعرضت وبصورة ملفتة للنظر على الدوام عموماً، وخلال الفترة الأخيرة خصوصاً، إلى مخططات ومؤامرات ودسائس مختلفة الأنواع والاتجاهات من أجل تشويه صورتها في المحافل الدولية والإخلال بأمنها واستقرارها المستتبين والنيل من هيبتها وثباتها وتعطيل المؤسسات فيها، لكنها حققت نجاحاً باهراً بتجاوز كل ذلك ومواجهة كل هذا الشر والنوايا المشبوهة والحقد المكشوف بحكمة ورشادة القيادة الفذة لعاهلها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحريص على شعبه ومملكته، وبيقظة وزارة الداخلية وبدبلوماسية وحنكة وزارة الخارجية، وبحكمة وزارة العدل، وبجهد وزارة الإعلام بالإضافة لوعي شعب البحرين ووحدته شكل الجميع المناعة من أي اختراق للبحرين ووحدتها وزعزعة أمنه.النجاح الكبير الذي أحرزته الانتخابات البحرينية على الرغم من المحاولات المشبوهة المختلفة التي جرت من أجل إفشالها ودفعها باتجاهات أخرى لا تخدم مصالح مملكة البحرين وشعبها، أكدت للعالم أجمع مدى تمسك البحرين قيادة وشعباً بالنهج الديمقراطي القائم في البلاد، وهو ما أثبت أن نظام البحرين حافظ على ديمقراطيته عبر إجراء الانتخابات بشفافية، وأن أي تغيير وإصلاح أو مطالب لا بد أن تأخذ طريقها من خلال صندوق الاقتراع وعبر المؤسسات الشرعية وليس عبر العنف والفوضى والارتباط بالخارج.فالوطني حقاً هو من يرفع علم البحرين وليس غيره نحو المجد، وأن الفرصة مازالت متاحة أمام كل الفرقاء، ويجب أن يعلم الجميع أن التاريخ والتجارب قد أثبتتا من أنه ليس هناك من أحد مهما علا شأنه وكبر حجمه بأن يكون أعلى كعباً ومقاماً من البحرين.نجاح العرس الانتخابي الرائع والبهي الذي جرى في البحرين يمكن اعتباره بمثابة تجربة مفعمة بالأمل ومدافة بالعزم والثقة بالنفس المستمدة أساساً من تفاعل بين إرادة الخير الجامعة بين القيادة والشعب، وهو ما يمكن الاستفادة منه على صعيد المنطقة واعتبار أن إرادة الشعب والقيادة إذا ما توحدتا فيمن أن تحققا المعجزة وتصنعا الانتصار.