نبدأ بأطيب الكلم وأجمله، نبدأ بالتفاؤل والمحبة، نبدأ صفحة جميلة من صفحات أرض الطمأنينة والسلام، بحرين الخير والأمل، بحرين آل خليفة الكرام والشعب الوفي الأصيل شعب البحرين الشهم الكريم، ولا بد هنا وبهذه المناسبة الطيبة على قلوبنا أن نذكر ما تغنى به الشعراء، ومنهم ما قاله الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة في وصف البحرين وأهل المعالي، ومنها هذه الأبيات:جنـــان بالأمانــــي زاهرات تضاحك في مرائيها الجمالتعانقت النخيل على ثراهافغارت من تعانقها الجبالبها قوم إذا وثبوا لمجدتحقق من وثوبهم المحالوإن قالوا على الأيام قولاًرأيت القول تدعمه الفعالأذلوا المستحيل وبوأوهامن العليا على ما لا ينالأوال أنت للأمجـــاد مهـــدتولد في مرابضه النضالوفي هذا اليوم تنطلق الأماني وتتعلق القلوب بغد جميل قادم يتحقق فيه الأمن والرخاء على يد حكام كرام؛ آل خليفة عنوان المجد والعروبة والأصالة، طابت البحرين بحكمهم وطابت الحياة للشعب تحت ظلالهم، حكاماً صنعوا المجد من ماضي بعيد حتى حاضر جميل ومستقبل زاهر تباشيره قد أهلت وسحابة الخير أمطرت ومنها الأرض ارتوت، وتهادوا بسفينة العزم والإرادة حتى تلت شراعها ورست على مرفأ السكينة والأمان.إنها البحرين أرض التسامح والتآلف والتواد، فيها القلوب تشدو بالأمل والأيادي تتشابك تنثر المحبة ليعم وينتشر بين ربوعها السلام، وها هو اليوم السلام نعيشه ونستشعره في كل مكان، إنها البحرين العصية التي لن ينالها عدو ولا متكبر ولا متجبر يريد أن يعبث بأرضها، حين يكون هناك شعب وحاكم تعاهدوا أن تبقى البحرين في رخاء وأمان، أرض يهب شعبها لو لوح له ببنان، فكيف لا تبقى البحرين حصناً وقلعة من قلاع الإسلام، فيها منارات طويلة ينطلق منها الآذان، أرض الإسلام التي تعطر هواءها بتلاوة القرآن، بيوتاً لا يهجع فيها من ذكر الله لسان، وأطفالاً وصبياناً ورجالاً ونساء تغدو صباحاً ومساءً تطلب العلم سعياً لرضى رب الأنام؟ إنه شعب البحرين الذي فطر على دين الإسلام، وهكذا صارت البحرين مملكة آمنة مطمئنة بإذن الله على مر الزمان، إنها البحرين التي وصل خيرها وبرها من حكام وشعب إلى أقصى دول الإسلام، تراحماً وتواداً ونصرة للمسلمين في كل مكان، فكيف لا يحفظ الله أرضا فيها حفظ الإسلام كما جاء في كتابه وفي سنة محمد عليه الصلاة والسلام، سنة تبعها شعب البحرين فأيده الله بالنصر حتى صارت عصية على كل مارد وشيطان، فالله هو أعلم بمن أصلح وأنفع لديار الإسلام، فولى على أرضه من هو أهل للخلافة على أرض العرب مهد الرسالة حفظاً للعباد ودين الإسلام، وهكذا تبقى البحرين وعلى مر الزمن بإذن الله أرض المحبة والطمأنينة والسلام.اليوم نحتفل بذكرى عزيزة على قلوبنا فيها نجدد البيعة ونعاهد ما حيينا على الطاعة وعلى الولاء الخالص لحكامنا فلا غيرهم ولا بعدهم يحكم البحرين بحول الله وقوته وتأييده ونصره لهم، فهم أهل الخلافة والسماحة والطيبة، وهم الكرام الذين لاحت في وجوهم علامات الإمارة وإشارات الحكمة التي وهبهم الله إياها، إنه الله سبحانه وتعالى الذي حبا البحرين بحكام كرام، وهاهو العالم فانظروا إلى حال شعوبه، كيف يعيشون في ضيم وقهر لا يجدون سقفاً ولا ملجأ ولا مأوى ولا أمان، عندما تحكم فيها من لم يراعوا أمانة عباد الله ولم يخافوا وعيده الذي وعد به المتكبرين الذين يعيثون في الأرض الفساد ويهلكون الحرث والنسل ويهتكون الأعراض، فكيف لا نحمد الله على نعمة الأمن والأمان، وقد سخر لنا خير جنود على هذه الأرض لا يغمض لهم جفن ونحن ننعم في وافر الراحة والسلام.إنهم جنود الوطن البواسل الذي يحرسون الثغور والشوارع والجسور والبر والبحر، فتحية لهم طيبة مباركة مطوية بدعوة إلى الله أن يحفظهم من كيد الكائدين وغدر الغادرين وسلاح المجرمين الذين لا يراعون ذمة ولا دين، فجزاهم الله كل خير.وكما بدأنا بأجمل الكلام، فلا بد أن يكون ختامها مسكاً، فنكمل ما قاله الشاعر أحمد بن محمد آل خليفة رحمه الله عن البحرين:وذكرك من قديم الدهر غنىبه في موكب الدنيا الجلالسعيت إلى الحضارة من قديموهذا في الحياة هو المآل