لا حب أنقى ولا أجمل مثل حب الوطن، فهذا الحب شعور لا يمكن وصفه ولا يمكن التعبير عما بداخل الإنسان وما يحس به ويشعر من حب وشوق وغرام للأرض التي ينتمي إليها الفرد، وهو أشبه بذلك الشعور والحب الذي تكنه الأم لأولادها، فمثلما تعجز الأم أن توصف مدى حبها لصغارها، يعجز المرء أيضاً عن وصف مكنونه للأرض التي احتضنته منذ الصغر، فالحب بالتأكيد أسمى شعور ومكنون في داخل المحب، فالوطن ليس جزءاً من الفرد بل هو كيان جميل، بحدوده المعروفة وكافة مقوماته الثقافية والسياسية والاقتصادية، فالوطن هو المنزل بأرضيته وسقفه وأعمدته، هو الملفى وهو الحضن الدافئ. والمواطنة هي تعبير للولاء وخدمة الوطن في كل حالاته، في اليسر والعسر، فليست المواطنة الأخذ بدون عطاء، أو المطالبة بالحقوق فقط من دون تقديم الواجبات تجاه وطنه، فالمواطنة هي التوازن الحقيقي بين المواطن ووطنه، ومنه يتبين الانتماء والانتساب إلى الكيان الذي ينتمي إليه، فالانتماء هو الهوية والولاء والالتزام بالمواطنة الحقيقية، فهناك انتماء حقيقي وانتماء زائف للوطن، ويؤسفنا أن نرى فئات يكون انتماؤها للبحرين انتماء زائف.سهلة تلك الكلمات التي تظهر من أفواه بعض الجماعات، التي تحلف يميناً بوطنيتهم وانتمائهم لهذه الأرض، فالأفعال هي الحكم في الانتماء وهي الحقيقة التي تنزوي بها عند كل قول، فالمحب ليس بذاك الذي ينقر ظلماً ليهدم عشه، وهو بالتأكيد ليس بمن يزرع الألغام خبثاً ليحرق الهوية والانتماء، ويحرق كيانه ووطنيته. فمن يرتضي أن تحرق شبر من أرضه فهو بالتأكيد لا ينتمي إليها، فقد ماتت لديه وطنيته وانتماؤه. الغرس الطيب يأتي ثماره بعد حين بحصاد طيب، فلا يمكن من تربى على حب الوطن وتقديس أرضه أن يشترك مع العدو في تدنيسها، فالتربية والنشأة الصالحة تنمي الحس الوطني، وتنمي في كيانه الشعور الفطري في الدفاع عن أغلى ما يملك ألا وهو الوطن، والوطن هو البحرين، الهوية والانتماء له، فالانتماء للبحرين ليس بالإرهاب، وليس بأن يرتضي لها القاع وهي الثرية ومكانها فوق القمم. الإرهابيون، انتماؤهم للبحرين زائف، ووطنيتهم مشروخة، فكل يوم مع كل شبر يحرق على هذه الأرض يثبتون بأن الوطن يموت في قلوبهم، فانتماؤهم يكون لا للأرض بل للجماعات التي ينتمون إليها، فالتحريض المستمر ضد الوطن والنظام والشعب يولد السخط ويجعل منهم أداة سهلة التحكم لحرق مكتسبات الوطن في ثانية. البحرين اليوم تتجمل بزينتها، عروس، تتباهي بطلتها من يوم أن استعادت سلطتها وحريتها واستقلالها، هذا اليوم هو يوم كل بحريني شريف ينتمي إليها انتماء حقيقياً، يدرك تماماً بأن الوطن لا يمكن أن يتجزأ ولا يمكن أن يحرق أو أن يتأخر، اليوم، في أعياد البحرين، تتضح ملامح المواطنة الصالحة وترتسم من خلال الأفعال التي تقود البحرين إلى العالمية، ليس بالإرهاب بل بالتقدم الحضاري والتطور في شتى الميادين.صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى، كتاب مفتوح لكل مواطن ولكل فرد يعيش على أرض البحرين، ولعل أبرز صفاته هو احتواؤه للجميع، فقلبه الحاني يجعله دوماً يغض الطرف عن أفعال البعض، وهذا هو الوالد الحنون الذي دوماً يده ممدوة للجميع وقلبه يسع الجميع. في عيد البحرين نزف أجمل التهاني للدرة والدانة و»عيونه المركبة « البحرين، ونرفع لمقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدق التبريكات لتولي جلالته مقاليد الحكم، أطال الله في عمره وجعله ذخراً للبحرين، ونحن شعبه الوفي نبايعه ونقدم له الولاء والطاعة كل يوم.