من تابع الصور التي تم نشرها خلال اليومين الماضيين عبر وسائل التواصل الاجتماعــــي والفضــائيـــــات السوســـــة لمتظاهرين يجوبون بعض القرى لا شك أنه لاحظ أن أغلب المشاركين فيها -إن لم يكن كلهم- هم من الأطفال أو من دخل منهم للتو مرحلة البلوغ، هذا يعني أن كل تلك المظاهرات لا قيمة لها لأن من شارك فيها لا قضية عنده، ولعله لا يعرف لماذا هو متواجد في ذلك المكان ولا يعرف معنى الشعارات التي يرفعها، ويعني أيضاً أن «المعارضة» تتخذ من هؤلاء الصغار أداة لتحقيق مآربهم التي لا يعرف هؤلاء بالتأكيد عنها شيئاً. كل المظاهرات التي خرجت في الأيام الأخيرة كان المشاركون فيها أطفالاً وشباباً صغاراً، ولم يكن بينهم من تجاوز عدد المشاركين فيها المائتين، وكان واضحاً أن الهدف من تنظيمها هو مجرد القول إن المظاهرات عمت قرى ومدن البلاد كافة، مستفيدين من قدرات البعض في التقاط صور وأفلام لتلك المظاهرات من زوايا معينة توهم المشاهد أن العدد كبير وأن اللقطة لم تستوعب سوى مجموعة منهم، وبالطبع يحرص المصورون على تصويرهم من زوايا لا تظهر وجوههم كي يشعروا بأنهم في مأمن. أما أولئك الذين اختاروا الانزواء في الخارج؛ فبعد أن شبعوا نوماً وأفطروا واستنشقوا الهواء العليل واطمأنوا على أبنائهم الذين ذهبوا إلى المدارس ليتعلموا ويبنوا مستقبلهم، وربما دخنوا السيجار الكوبي الفاخر، تفرغوا لنشر التغريدات التي تحرض البسطاء في الداخل على التمرد والإساءة إلى وطنهم وتشحنهم لمواجهة رجال الأمن الذين يضطرون إلى التعامل معهم حسب مقتضيات القانون. وأما الذين اختاروا البقاء في الداخل أو لم يتمكنوا بعد من الالتحاق بأولئك الذين ظفروا بنعيم الخارج فمارسوا الدور نفسه بعد أن اطمأنوا على أن أبنائهم الموجودين في أسرتهم ولم «يشبروا» إلى الخارج، فأبناء الفقراء يمكنهم القيام بكل المطلوب.ممارســـات مؤلمــــة ستـــــدون باســــم «المعارضة» بكافة تلاوينها، حتى وإن قام بها البعض الذي تم إفهامه أن المعارضة لا تعني إلا العمل ضد الدولة بكل وسائل التخريب والعنف. هذه الممارسات لن تكون محسوبة على هذه الجمعية أو تلك لأنها تنفذ تحت عنوان «المعارضة» وتحت نظرها ولا تتخذ منها موقفاً سالباً. أربع سنوات تكرر فيها الفعل نفسه ولم تتغير النتيجة، بل على العكس أعطت مردوداً سالباً وأثرت على سمعة «المعارضة» التي عليها أن تؤمن بأنه حان الوقت لمراجعة أساليبها ومواقفها وقناعاتها، وحان الوقت للتوقف عن استغلال الصبية لتحقيق أهداف يعرفون تماماً أنها لن تتحقق. يوما 16 و17 ديسمبر طغت أخبار الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك على كل الأخبار، فضاع كل ما قامت به «المعارضة» التي ظنت أن عمليات اختطاف الشوارع والدخول في مواجهات مع رجال الأمن سيفيدها إعلامياً وسينغص على المواطنين فرحتهم بهاتين المناسبتين، فقد تبين أن العالم -كل العالم- تابع الاحتفالات التي تنوعت ولم تتوقف على مدى عدة أيام، الأمر الذي وفر شهادة تفيد بأنه من غير المعقول أن تتم كل هذه الفعاليات في بلاد تعاني من فوضى وتروج «المعارضة» بأنها غير مستقرة ويتحكم فيها رجال الأمن. إن فعالية «ما نامت المنامة» التي احتوت على برامج بدأت عند الساعة السابعة من مساء يوم 15 ديسمبر واستمرت حتى الساعة السابعة من مساء يوم 16 ديسمبر، هذه الفعالية وحدها أكدت للعالم بأن كل ما يصلها من «المعارضة» مشكوك فيه، فلو أن الاستقرار والأمان مفقودان لما تم تنفيذ فعاليات جماهيرية في العاصمة على مدى أربع وعشرين ساعة متتالية، أي أن نصف تلك الفعاليات تم تنفيذها في الليل.«المعارضة» تراهن بمظاهرات الصبية على ورقة خاسرة.