لا زالت المخططات والنوايا تظهر، ليس في البحرين فحسب، بل في جميع الدول العربية، وها هي الأخبار تقول إنه «ضبطت أجهزة وزارة الداخلية الكويتية شاحنة تحمل كميات كبيرة من الملابس العسكرية تقدر بنحو خمسة آلاف جاكيت وبدلة تشبه الملابس العسكرية التي يرتديها الضباط والعسكريون في إحدى الجهات العسكرية»، وبالتأكيد ومن الشيء الطبيعي والمتوقع أن تحاك الملابس والقباعات والكبابيس العسكرية لجميع الجهات العسكرية، وذلك بعدما تسلل الحرس الثوري الإيراني إلى هذه الدول بعد أن تهيأت له ظروف التسلل، وتعاون معه العملاء والخونة فخبؤوهم وأسكنوهم مزارعهم ومنازلهم، وبالطبع قد أكملوا عدتها، فالأسلحة موجودة ومخزنة، وكم من الأخبار تنوقلت عن وجودها، والأسلحة أصلاً منتشرة، منها المهرب ومنها المرخص، والتدريبات العسكرية مكتملة فالحرس الثوري الإيراني أنجز مهمة التدريب في الداخل والخارج، فالمنافذ مفتوحة من وإلى، والمزارع مهيأة فلا عليها رقيب ولا حسيب، وهنا نتحدث عن كل الدول العربية، وها هي الملابس العسكرية تضبط وغيرها مما لم يتم ضبطه، فهم إذن يحتاجون إليها عند انطلاق الأذن من القيادة المركزية في إيران التي لم تخف وعيدها ولا تهديدها، هذه الدولة منخورة الأساس، فلا لها قواعد ولا ركائز ولا عكازات، دولة تعتمد على العصابات في حروبها، لأنه ليس لديها جيش مغوار، بل كل ما لديها هو جيش خائر القوى، لا يقوى إلا على ذبح الأطفال وبقر بطون النساء، جيش رأيتم مثالاً عليه عندما خلع ملابسه وركض بالملايين من عساكر مدججة بالسلاح، ولديها المدافع والمدرعات مثلما حدث للجيش العراقي عندما هرب من فلول تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فهذه هي الحقيقة التي يجب أن تستوعب عن القوة الإيرانية الخائرة التي لا تتعدى اللسان الطويل، تخرج يوماً مرضية أفخم، وبعدها عبداللهيان يهددان ويتوعدان، وهما في الحقيقة لا يملكان العزيمة والإرادة لأنهما ممزقان ومهلهلان، فلا قوة إيمان في قلوبهما ولا الله يساعدهما، فهما من قوم قد أفسدوا وبطروا وعاثوا في ديار المسلمين فساداً، فكيف يكون الله لهم نصيراً وظهيراً، بل الله نصيرنا وظهيرنا، وهو الذي قدر أن تكتشف هذه الحمولة من الملابس، والتي هي إنذار يجب منه أن يتخذ الاحتياط بالبحث والتفتيش، في كل دولنا العربية، لأن الخلايا النائمة موجودة في كل مكان، وكل مطعم وناد ومؤسسة خاصة وعامة، وفي الشركات الحيوية النفطية والاتصالات والطيران، وما البدلات والجاكيتات إلا لحركة الطوابير التي تخرج تباعاً في كل دولة، فلا نستغرب ولا نستبعد، بعدما عشنا ما حصل عندما بدأ من غزو العراق للكويت، وبعد سقوط الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وما يحدث من اضطرابات في دول خليجية، مثل البحرين والسعودية، وباقي الدول الخليجية،إن ما بدأت اليوم ستبدأ غداً وإنما لم تكتمل المراحل ولم يأت دور البدلات والجاكيتات، وما يدرينا ربما قد أخذت المقاسات وقد تكون الخياطة والحياكة في السراديب، فالعمالة متوفرة وموجودة وكذلك الأقمشة والأكسسورات، فالبركة في المصانع الآسيوية التي تجيد التقليد، الذي ليس فيه شك ولا خطأ، فمثلما تزور العملات يزور كل شيء، من وثائق ومستندات وهويات وبطاقات وجوازات، فلا شيء بعيد ولا محال، فالعدو يجيد الأدوار، ولديه خبرة وباع من أجداده «ابن العلقمي» و»أبو رغال»، وهو موجود في كل زمان ومكان وإن اختلفت الأشكال والأسماء، ولقد كان «أبو رغال» هو الدليل العربي لجيش أبرهة، لأن الأحباش لا يعرفون مكان الكعبة، فقبل الرشوة و»تخادن» مع أبرهة، فكان دليلهم لبيت الله، فكيف إذا كان في الدول العربية من يدين بالولاء لأعدائها، ومن يعلنها صراحة دون خفية، إذن العملية ليس غريبة ولا مستبعدة، فحياكة الملابس وتهريبها حدثت في الماضي وتحدث كل مرة، فالممرات آمنة وسالكة، والشاحنات كثيرة وكبيرة.ولكن هذه المرة، الله قدر ولطف، ويبقى الآن أخذ الحيطة والحذر والتفتيش، ومراقبة الشاحنات والشركات، خاصة تلك الشركات المتواجدة بكثرة في بعض الدول الخليجية ولديها مرافئ وموانئ، قد يكون الحراس والمفتشين منهم، أو يكونون من «العمالة»، التي لا تعرف قراءة ولا تعلم عن سياسة، وقد يكون كل همها أن تنتهي من دوامها وتذهب إلى فراشها، فإذن الوضع ليس بالآمن في هذه الموانئ والمنافذ، والأمن دائماً يبدأ من الممرات البحرية والبرية وحتى الجوية، وهنا لا بد أن نتساءل، هل لدى هذه الدول من الأجهزة والكفاءات الوطنية التي لديها العلم والخبرة القادرة على كشف هذه الجرائم، وخصوصاً إذا كان من السهل تهريب ديزل بكل سهولة من موانئ صغيرة ومكشوفة، فإنه من الأسهل تهريب «خياش» وأكياس وصناديق و«كراتين»، وهي حقيقة لا يمكن أن تنكرها جهات أمنية ولا عسكرية، ومثالها البدلات العسكرية التي عبرت عدة منافذ حتى وصلت الكويت، فحفظ الله البحرين وجميع الدول العربية ورفع رايتها، ونكس راية العدو الأزلي من زمن «أبو رغال» و»ابن العلقمي».