تنازل الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن جنسيته البريطانية التي يعد جواز السفر التابع لها من أفضل الجوازات في العالم، ليكتفي بثاني أسوأ جواز سفر في العالم «العراقي»، ويقال إن حيدر العبادي فعل الشيء ذاته قبل تشكيله الحكومة الحالية، وللقضية وجه آخر.سلم معصوم جواز السفر البريطاني العائد له إلى سلطات المملكة المتحدة ممثلة بسفارتها في بغداد بكل احترام وتقدير «على حد وصف البيان الرئاسي»، وتوجه للحكومة البريطانية بالشكر لأن الجواز البريطاني أتاح له التحرك والسفر خلال فترة «الحكم الديكتاتوري» في العراق عندما كان في صفوف المعارضة، وذلك لأن الدستور العراقي الجديد لا يسمح لمن يكلفون بمهام سيادية في العراق بازدواجية الجنسية، «الكلام في سركم منذ أن غزت أمريكا العراق وحتى يومنا هذا ولم نلحظ موضوع السيادة متحققاً في العراق، فالرؤساء لا يعينون إلا بعد موافقة طهران وجنود الحرس الثوري الإيراني يسرحون ويمرحون على الأراضي العراقية».سياسيو العراق الجدد يشبهون إلى حد كبير قطاع الصناعة في الدول العربية، فالمنتجات كلها أجنبية يتم تجميعها في البلد العربي، وكذلك سياسيون، أغلبهم مستوردون من دول أخرى لهم أوطانهم وجنسياتهم التي يقدموها على كل شيء لأنها الدرع الذي يحميهم من المحاسبة على جرائمهم، إلا أن أمريكا جاءت بهم لتقول هؤلاء هم العراقيون، علماً أن قبل غزو العراق لا يوجد مسؤول واحد له أكثر من جنسية، بل أكثر من ذلك يشترط على كل من يرغب الالتحاق بالكلية العسكرية أو كلية الشرطة أن يكون عراقي الجنسية في الأصل والولادة ليس هو فحسب بل يجب أن يكون من أبوين عراقيين بالجنسية والولادة، وبعكسه لا يمكن أن يكون طالباً في الكليات العسكرية.على أي حال، عزيزي فخامة الرئيس، عزيزي دولة رئيس الوزراء، بما أنكما مواطنون بريطانيون، لا شك أنكما على اطلاع ومعرفة بقوانين بلدكما بريطانيا، لذلك من المؤكد لم يفتكما أن تضعا مبلغ 144 باونداً في الرسائل التي وضعتما فيها جوازات السفر وتخليتما فيها عن جنسيتكما البريطانية، وهي قيمة غرامة التخلي عن الجنسية، وبالتأكيد لم يفتكم أن يجهز كل منكم مبلغ 823 باونداً لاسترداد الجنسية في أي لحظة وحسب القانون البريطاني، وبالتأكيد سيقدر لكما الشعب العراقي خسارة كل منكما مبلغ 967 باونداً، وتحمل غياب الجنسية البريطانية مدة أربع سنوات.قضية تخلي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء عن الجنسية البريطانية، ليست أكثر من قضية شخص دخل حمام سباحة عام أو غرفة ساونا، فوضع أمتعته وأوراقه الرسمية في خزانة وأخذ معه المفتاح ثم عند خروجه يفتح الخزانة ويأخذ أوراقه، لذلك فالأصح أن يقال أودع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء جنسيتهما البريطانية لدى حكومة المملكة المتحدة ولم يتخليا عنها.