في فترة وجودي في مصر لمست روحاً وطنية عالية، لدى كل من قابلتهم من مصريين، فهذه هي مصر، وهؤلاء هم أبناؤها الحقيقيون. فلتحيا مصر، ولتعتبر باقي الشعوبفي زيارة خاطفة لي الأسبوع الماضي لجمهورية مصر العربية، تأثرت كثيراً بحجم تأثير الأزمة السياسية التي مرت بها مصر مؤخراً على جميع الأصعدة، بدءاًَ من تأثير الأزمة على المواطن المصري المعروف سابقاً بخفة الظل، والذي أضحى يميل إلى الانكسار والعصبية، وصولاً إلى تأثر الاقتصاد المصري بهذه الأزمة الطاحنة، التي خلفت وراءها محال تجارية خاوية، ومجمعات تجارية مهجورة.وفي زيارة لي لأحدى المجمعات في العاصمة القاهرة، والتي طالما كانت تشهد زحاماً كبيراً، تفاجأت بقلة المتسوقين وغلق العديد من المحلات التجارية هناك، وعند سؤالي لأحد العاملين بهذا المجمع التجاري، أجابني بأن «الأزمة أو الثورة التي كان يعتقد بعض المصريين أنها ستحول حياتهم إلى الأفضل هي سبب هذا الدمار الاقتصادي الذي يعاني منه هذا المجمع التجاري، ويعاني منه القطاع التجاري كافة»، وأكمل كلامه قائلاً «كان معظمنا يظن أنه بتغيير نظام الحكم سنعيش في رخاء وازدهار حتى حصل ما حصل وبتنا أكثر إيماناً بأن الأنظمة السياسية هي رمز الاستقرار، وأن الشعوب التي تعتقد بأن تغيير نظام الحكم سيؤدي إلى نتائج إيجابية، وسيغير حياتهم إلى الأفضل، هم موهومون»، وتابع حديثه قائلاً بطريقة فكاهية «لو كان بيتك مش عاجبك عدله ووظبه مش تقوم تحرقه وتقعد بدون بيت»، وواصل كلامه بحرقة، فقال «تعلمنا كثيراً في الكم سنه اللي فاتوا، وبقينا مش عاوزين حاجة غير الاستقرار والأمن، أما الأكل فمحدش حيموت من الجوع». واستدرك حديثه قائلاً «خلاص إحنا حنحط إيدنا في إيد الريس ونوقف معاه، عشان ترجع مصر زي زمان وأحسن كمان». في فترة وجودي في مصر لمست روحاً وطنية عالية، لدى كل من قابلتهم من مصريين، فهذه هي مصر، وهؤلاء هم أبناؤها الحقيقيون. فلتحيا مصر، ولتعتبر باقي الشعوب.