في كل عام جديد نزرع أحلامنا وأمنياتنا لأنفسنا ومن نحب. هذا العام هو عام التحولات في بلادنا البحرين الحبيبة. نحن نبدأ فصلاً تشريعياً جديداً للبرلمان ولمجلس الشورى. والحكومة ستبدأ أول أعمال برنامجها ابتداء من يناير. والبحرين الصغيرة الجميلة تعيش دوماً على موعد مع ارتدادات الأوضاع الإقليمية والإقليم في التهاب دائم ومثخن أبداً بالجراح وبالصراعات. فماذا تتمنون للبحرين؟أتمنى أن يتجاوز نواب الشعب ضعفهم «التكويني»، ويستعينون بالمستشارين العارفين، ويستندون إلى القانونيين الفاهمين، ويتواصلون تواصلاً حقيقياً مع أفراد الشعب، من أجل تفعيل عمل البرلمان، وتطوير تجربته، والخروج بحزمة من القوانين والمشاريع النافعة للبحرين، التي تؤكد صحة الشعار الذي عملنا لأجله وخرجنا خلفه «بصوتك تقدر».أتمنى أن تثوب المعارضة إلى رشدها، وأن يتأسس تيار معارض حقيقي وقوي. يترك أرصفة الشوارع، ويعكف في مقراته على صياغة برامج عمل تنحاز لهموم الناس المعيشية والخدماتية. معارضة تؤمن بالوحدة الوطنية وبالمشروع الوطني لا يلتبس عملها وأجندتها مع أي مشروع خارجي. أتمنى أن تعقد المعارضة مؤتمرات تعرض فيها ملفات الفساد بموضوعية وحرفية وتقترح آليات لمحاربة المفسدين، وتبتكر خططاً لتطوير الأداء الحكومي.أتمنى أن يكون عام 2015، العام الذي تعود فيه البحرين إلى الصدارة عبر كفاءاتها الوطنية، وأن تنتهي ظاهرة الخبراء الأجانب، التي ازدحمت بهم ممرات الوزارات والمؤسسات. أتمنى أن نرى إنجازاً بحرينياً في مجالات المعارف والتكنولوجيا والفنون والآداب. وأن يعود المبدع البحريني إلى الواجهة، وأن تتصدر الأسماء البحرينية لوائح المبدعين والمنجزين على المستوى المحلي والخليجي والعربي والدولي. أتمنى أن تعود البحرين إلى زيادة المشاريع وإلى الصف الأول في الإنجاز والتفوق.أتمنى أن تعود المليون نخلة تظلل شوارعنا وساحاتنا والفجوات الفارغة في المخططات الهندسية، وأن يعود اللون الأخضر بساطاً يستقبل القادم إلى البحرين من نوافذ الطائرات. وأن يخف بذلك وهج الصيف ولفح الحرارة وأن يتراجع الغبار والعواصف الرملية بفضل النخيل والمزروعات. وأتمنى أن تكتفي البحرين زراعياً من بعض المحاصيل البسيطة التي لا تحتاج زراعتها إلى كثير عناء ودقة إجراءات. كما أتمنى ألا نسمع عن مشكلة في قلة الدجاج واللحوم وارتفاع أسعار الأسماك!!تلك الأزمات التي حيرت البحرينيين قليلي العدد، والتي حين تثور، تدهشنا بأننا بلد نفطي، ولدينا مشكلة في الحصول على «اللحمة» مثل الدول الفقيرة!!أتمنى أن يعود الأمان إلى البحرين، وأن تصبح المولوتوفات والإطارات المحترقة من التاريخ القديم مثل التماثيل الجاهلية. وأن تعود إيران في مخيلتنا دولة جارة كبيرة وجميلة، نحلم بزيارتها في العطلات، للتمتع بالثلج والأنهار والشواطئ وعبق التاريخ الفارسي العتيد والعنيد. أتمنى ونتمنى ولا نعلم ما يحمله لنا هذا العام. وكل أملنا أن يكون عام خير وسلام وأمان على البحرين.