مع أن القلق من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة وطاقم منظمته، إلا أن واشنطن دخلت على هذا الخط مؤخراً لتنافسهم في أفضل عمل يجيدونه، والسبب «الرفيق المناضل» علي سلمان.في ليلة وضحاها تحول علي سلمان مؤجج الفتن والمحرض على أعمال العنف والتخريب إلى الزعيم البارز معتقل الكلمة والرأي، المدافع عن حقوق الإنسان، الذي لم يفارق النهج السلمي نشاطه، المعتدل صاحب الجمعية ذات القبول الواسع، أوصاف تطلقها جهات رسمية إيرانية وأمريكية على هذا الشخص يخيل إليك وأنت تسمعها أن نيلسون مانديلا بعث من جديد «على رأي عادل إمام» أو أن جيفارا أطل على جمهوره من عالم الأموات، أو أنهم يتحدثون عن علي سلمان جديد غير الذي عرفته البحرين، وتسبب هو ومن معه في إشاعة الرعب والإرهاب فيها فترة ليست بالقصيرة، فجاءت أمريكا لتعرب عن «قلقها العميق» لاعتقال السلطات البحرينية هذا الشخص.ولم تكتف بالقلق بل راحت تطلق تصريحات إيحائية تدفع لإثارة القلاقل والفتن، وذلك عندما أعلنت وزارة خارجيتها في بيان أن الاعتقال لن يؤدي إلا إلى إشعال الفتن والتوترات، لتبعث برسائل إلى العصابات الإجرامية مفادها أن أعمال الشغب التي تصدر منكم ما هي إلا نتيجة طبيعية، لتحاكي بهذا التصريح قصة قديمة لفتاة أرادت إغواء أحد الأشخاص، حيث كانت في برية ترعى بعض الأغنام فلمحت شاباً على فرسه مر بالقرب منها وهناك نهر يفصل بينهما والرجل يسير في طريقه غير آبه بها، فنادته: يا هذا.. أنا خائفة منك. قال: لماذا؟ قالت: أخشى أن تسير مسافة فتغير اتجاهك إلى اليمين لتجد قنطرة تعبرها وتعود الوراء لتجدني وحدي دون حارس ولا سلاح فتعتدي علي! هكذا تفعل أمريكا ترشد الخارجين عن القانون والمتطرفين لأعمال العنف.أمريكا لم تقلق أبداً من تصرفات الميليشيات التابعة للوفاق عندما تحرق الإطارات وتلقي قنابل المولوتوف محاولة إشاعة الإرهاب والعنف وتعكير صفو الآمنين، ولم تقلق لقتل رجال الأمن، لكنها تقلق لاعتقال من يحرض على كل هذه الأفعال، مع أنها تتصرف مع مواطنيها بشكل مختلف عن مطالبها وقلقها فهي تقتل ولا تعتقل لمجرد الشبهة وليس الفعل، أما مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فلم يقلق هو الآخر عندما تحركت ميليشيات الوفاق وعبثت بحقوق مئات آلاف البشر في البحرين، لكنها قلقت من احتمالية سجن علي سلمان مدة طويلة.لتعلم أمريكا والأمم المتحدة التي تطابقت تصريحاتهما مع تصريحات إيران، أن البحرين دولة ذات سيادة تحترم القوانين والمواثيق الدولية، وعليهم احترامها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأنهم يراهنون على حصان خاسر، ولا يمكن أن يحصل أي شيء خصوصاً وأن من يدافعون عنه أفلس وخاب ظنه بعد الانتخابات الأخيرة، كما عليهم عدم القلق على صاحبهم فحقوق الإنسان مكفولة في البحرين وأماكن التوقيف نموذجية ولا يمكن مقارنتها بما هو موجود في أمريكا وإيران.
Opinion
حتى واشنطن قلقت على علي سلمان
07 يناير 2015