بعد فشل مؤامرة الانقلاب عام 2011 تصادم الأمين العام للوفاق علي سلمان مع مؤسس مشروع القنابل، المسؤول عن محاولة الانقلاب العسكري المدعو يوسف الحوري، حيث تؤكد بعض المصادر أن الأول قام بفصل الثاني ودعا إلى قطع كل العلاقات معه، وطالب بإجراءات صارمة بحقه نتيجة إخفاقه في إدارة الملف العسكري والأمني وفشل محاولة تفجير المرفأ المالي ومطار البحرين الدولي، ولم يخفف وتيرة الصدام الحاصل بين الطرفين سوى بعض قيادات حزب الله والحرس الثوري الذين قاموا بتهدئة ما يحصل لأجل ضمان استمرار المخطط الإرهابي في مملكة البحرين.من يعايش الأوضاع في أروقة الوفاق الداخلية يومياً لديه القصة كاملة التي وردنا هنا جزء من تسريباتها من بعض المصادر، والتي تؤكد أسباب تواجد المدعو يوسف الحوري حالياً في برلين ومحاولته لحفظ ماء وجهه عن طريق إدارة عصاباته الإرهابية عن طريق برنامج «سكايب»، مواقفه وتوجيهاته للشباب موجودة عموماً على اليوتيوب ومحرك بحث غوغل لمن يود مطالعتها، ولعل هذا الافتراق والتخاصم بين الطرفين سيلاحظه المتتبع لطريقة حراك الجماعات الإرهابية في الساحة، حيث ثمة اختلافات دائمة بين موقف الحراك وطرقه ومواعيده، ولعل عملية الشد والجذب التي حصلت خلال فترة الانتخابات الماضية بشأن موقفهم من المشاركة أو المقاطعة وانقسامات صفوفهم أكثر كانت خير دليل وشاهد، وللمتابع أن يصل إلى قناعة بعد كل هذا أن هؤلاء القوم «ما لهم صاحب ولا عزيز!» وأنهم في مسألة التخلي عن بعضهم بعضاً دون إيقاف عجلة الإرهاب يسيرون على قناعة الأغنية التي تقول «آخاصمك آه.. أسيبك لا!».فمشهد علي سلمان الذي ظل في مملكة البحرين يتمتع بكامل حقوقه و«عايش حياته» مقابل الحوري الذي يعتبر «ورقة محروقة» تبرأ منه وفضح عندما كشف مخططه ففر هارباً إلى خارج البحرين، ويعد حالياً من المطلوبين أمنياً، يفضي إلى قناعة إلى أي مدى هم يستخدمون الشباب ويستغلونهم كأداة وسلم وصول ثم يتخلون عنهم ليركنوا إلى سلة المهملات والنسيان! وقد توجد هذه القناعة علامة استفهام فيما إن كان سيناريو الحوري الذي «نفخ كثيراً كالبالون ومنحوه مناصب علياً ثم تخلوا عنه» سيطبق مع علي سلمان، إن التحديات التي تواجهها قيادات الوفاق حالياً أكبر من مسألة علي سلمان، فبوصلة حراكها خلال الفترة القادمة غير مستقرة على اتجاه.علي سلمان وهو يقدم اعترافاته بشأن التخابر مع الخارج لابد أن تمر قصة الحوري وتكشف، فهو على علم تام بمحاولة مشروع تفجير المرفأ المالي ومطار البحرين الدولي، حيث تؤكد المصادر أيضاً أن أحد المقربين من قيادات الوفاق قد ذكر أن حسن نصرالله قد طلب من الوفاق أن تعتم على موضوع الإرهابي اللبناني فادي برجاوي، أحد القيادات الإرهابية التي ساندت الحوري في مشروع تفجير القنابل وتدريب الشباب وتم القبض عليه، حيث بحث المدعو علي سلمان «مع ربعه» كيفية إطلاق سراحه وإعادته إلى لبنان.المصادر تشير إلى أن لعبة الأولويات تغيرت تماماً، وأن بعض قيادات الوفاق التي حاولت خلال الفترة الماضية بحث موضوع إطلاق سراح البرجاوي تبعاً لأوامر صادرة من حسن نصرالله قد تجد نفسها اليوم في مأزق أهمية إطلاق سراح أمينها العام علي سلمان، وقد تجد نفسها غداً في ورطة إيجاد موقف حول إيقاف نشاطها، فمن يتتبع طريقة معالجة توقيف أمين عام الوفاق علي سلمان من قبل بعض قيادات جمعية الوفاق وحراكهم سيلاحظ أن هناك تخبطاً تاماً وفوضى تكتنفهم.هناك هشاشة وضعف يلاحظ حول مسألة عدم إلمامهم بكفية التعاطي مع قرار التوقيف بمنهجية سياسية معتدلة بعيدة عن كشف أوراقهم السياسية أكثر، حيث نجد أن معظم تصريحات قياداتها تأتي بطريقة الاستقواء بالخارج ومخاطبة المنظمات الحقوقية وانتهى، وكأنهم بذلك يؤكدون اعترافات علي سلمان حول مسألة التخابر مع الخارج. أما جماعاتهم في إيران والعراق لم تقف متفرجة؛ بل سارعت لإبداء مواقفها التضامنية معه وكشف مدى ارتباطهم فيهم، والمضحك تصريح خليل المرزوق حينما أكد أن الجمعية بدأت في مخاطبة المجتمع الدولي للتعريف بقضية علي سلمان، إن كان المجتمع الدولي يجهل قضية علي سلمان فهذا بديهياً يلغي كافة تصريحاتكم وحراككم طيلة الفترة الماضية بشأن حقيقة أزمة البحرين 2011، ويؤكد ضعف جهودكم في التواصل مع دكاكين حقوق الإنسان التي كنتم تقومون بالاستقواء بها أمام الدولة وتتباهون بتصريحاتها وبياناتها التي تدعم مظلوميتكم.التناقض القائم يزداد حين تدعي الوفاق أن النظام قد قمع الثورة السلمية لها، بينما نجد الجناح الإرهابي لهم من حركة 14 فبراير يؤكدون نزولهم «الميداني الثوري» للتنديد بقرار إيقاف علي سلمان، الاختلافات تبرز أكثر وتظهر على السطح بين الوفاقيين من فئة الذين جلسوا في البيت ورفضوا الخروج والمواجهة وما بين جماعة أخرى مع الائتلاف والقوى الثورية خرجت جماعاتهم وأخذوا يحاولون تصعيد الموضوع لتظاهرات وأعمال شغب ويتباهون بما يقومون به من حرق وإرهاب.نرى أن هناك من شطح كثيراً واقترح تنظيم مسيرة ليرى العالم «حب الشعب لقائده»، الواضح أن بعض قيادات الوفاق قد تحولوا إلى ظاهرة كلامية تدين وتستنكر وانتهى، فيما توارى البعض منهم وانكفأ خشية أن يأتيه الدور وتطاله عصا العقاب، كل هذه المؤشرات تعكس مدى حالة التخبط الكبيرة التي تعيشها قيادات الوفاق حالياً، ولم يعد السؤال مع إيقاف أمينها العام فيما إن كان سيخرج أو لا بقدر ما أصبح التحدي القائم إن كانت الجمعية ستستمر أو أن الخطوة القادمة للدولة إغلاقها؟- إحساس عابر..- نقول لمن قال إن علي سلمان «خط أحمر»؛ بل علي سلمان سيكون يوماً خطاً غير مرئي، وهذا التقديس لشخص علي سلمان في دفاعكم عنه يأتي بمفهوم العبودية والتطبيل للشخوص لا لقضاياهم ومواقفهم. - هناك من نقل عن علي سلمان أنه صرح بأن الوفاق مستعدة للذهاب إلى المعتقل على التوقيع على أوراق تنازل أو استسلام، عبقري التأليف هذا ندعوه للانضمام إلى مجموعة أفلام «اكشنها». - أكثر تحليل سياسي مضحك طالعناه حينما كتب أحدهم: «لما انتقد نبيل رجب أمريكا على طول أعطي الضوء الأخضر للنظام للقبض عليه، وعلي سلمان انتقد بناء القاعدة البريطانية وتم القبض عليه»، «والله ما ينعرف لكم مرة تمدحون وتشيدون بديمقراطية بريطانيا وأمريكا ومرة تتهمونهم بأن لهم يداً في اعتقال جماعتكم بسبب تصريحاتهم وتعبيرهم عن قضية ما».