لظروف خارجة عن إرادتي لم أتمكن من حضور اللقاء المهم الذي أجراه معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله مع رؤساء التحرير وكتاب الرأي العام، وقد يكون فيه «صلاح وخيرة» أنني لم أحضر، لسبب بسيط إذ لو كنت حاضرة وتابعت أرقام الخسائر التي تكبدتها البحرين لكنت فقدت كل أصول الكياسة واللباقة ووجهت أصابع الاتهام وفي الوجه لمن كان حاضراً للقاء ومستمعاً لتلك الأرقام وهو واحد ممن تسبب بها ويده ملطخة بدمائها وأقصد رئيس تحرير صحيفة محلية وليحدث بعدها ما يحدث.لقد صبرت البحرين كلها قيادة وشعباً صبر أيوب وتحملت ومازالت تتحمل بقدر كبير من العزم جريمة قلب الحقائق وقلب الوقائع التي قام بها جناح الإرهاب الإعلامي، بل كانت البحرين ومازالت تعامل قاتليها وطاعنيها في الظهر بابتسامة و«طولة بال» قل مثيلها في الدنيا كلها..... أنا عن نفسي لا أتحمل!الحرب التي تخوضها البحرين كما يعرفها الجميع بما فيهم ماكينة دعم الإرهاب أنها ليست ضد الشيعة لكنهم كتبوا وقلبوا الحقائق للرأي العام المحلي والدولي وقالوا إنها ضدهم لأنهم شيعة، المسألة أن البحرين كلها بسنتها وشيعتها ضد جريمتهم التي ارتكبوها بحق البحرين لكنهم أخفوا تلك الحقائق بتعمد، هل كانت تلك الأرقام مفاجئة لهم؟ أبداً، تلك الحقائق الدامغة ترتب عليها موت 14 رجل أمن وإصابة 2887، هذه أرقام حرب، هذه خسائر حرب والكل يعلم، لم يتحدث عنها أحد منهم ولم يقل إن الداخلية واجهت عدد 14275 عملية حرق جنائي و16221 عملية سد للطرقات في ثلاث سنوات وتم اكتشاف ومصادرة 20 سلاح كلاشينكوف، و120 طلقة حية، و150 قنبلة يدوية، و5 أطنان من مواد مستخدمة في تصنيع المتفجرات، وعشرات الكيلوغرامات من مادتي «تي إن تي» و«سي 4» شديدتي الانفجار.!! وماذا كانت تلك الصحيفة تعمل أثناء ذلك؟ كانت تكتب سطرين أنها ضد الإرهاب وتدينه لكنها تقلب كل الحقائق وتخفيها بالمقابل، تنشر بيان الداخلية ثم تحول الإرهابيين إلى ضحايا، تضع الأرقام والتصريحات الرسمية بين قوسين مشككة بحقيقتها، تشارك في اللقاءات الإعلامية الأجنبية وتحول الأمر إلى حرب ضد الشيعة.بسببهم كصحيفة وبسبب مشاركتهم الدولية تم تضليل الرأي العام الدولي وأجبرت البحرين أن تخوض حرباً إقليمية شاركت فيها العراق وسوريا وإيران ولبنان ومع ذلك أجبرت البحرين أن تواجههم بلا سلاح، بسبب تضليلهم للرأي العام وتلك جريمة لا تغتفر مات بسببها من مات وواجهت وزارة الداخلية كل تلك المخاطر من أسلحة وتدريب ودعم وتهديد بلا سلاح فقط لإقناع الرأي العام الدولي أنها دولة لا تتقصد قتل المتظاهرين رغم أن رجال أمنها كانوا يواجهون إرهاباً مسلحاً، بسببهم كانت المداهمات تتم بلا استخدام سلاح لمواجهة من يحمل السلاح، «وين صارت ذي؟» خاضت البحرين معركتها مع الإرهاب بلا سلاح.لو وقفت تلك المجموعة السياسية والإعلامية مع الحق ونقلت للعالم تلك الحقائق والأرقام التي تعرفها ولم تكن جديدة عليها حين عرضت بالأمس، تعرفها لكنها أخفتها، لو وقفت مع الحق ونقلت الحقائق كما هي عبر صحيفتها وعبر مشاركتها لكنا الآن نقف معها على أرضية مشتركة، ولما وقعت تلك الخسائر في الأرواح والممتلكات، لقد حرق وطني على مرأى من عيني وبصري ومن أشعل الفتيل كان جالساً أمام عيني... الصراحة لا أملك الصبر وقوة التحمل التي تحملها من كان حاضراً.لو كنت حاضرة لقلت هذا الكلام مباشرة وفي الوجه مع الأخذ في الاعتبار أن الحشيمة لصاحب الدعوة ولزملائه من رجال الأمن الذين طلب منهم السباحة وهم مقيدون دون أن يبتلوا بسبب أكاذيب وبهتان من كان حاضراً وجالساً يستمع للأرقام ولا يهتز له جفن!!