لن يتوقف الإرهاب أبداً بدون قطع موارده وأوردته، ولن يرتدع الإرهابيون الذين مازالوا مستمرين في قطع الطريق إلا إذا ضيق عليهم وأدبوا تأديباً ومنعوا منعاً من كل المنافع والخدمات، حتى سحب الجنسيات والنفي من البلاد، وأن ما جرى من فسحة واستراحة وفرصة سنحت لهم بعودة من شارك في المؤامرة الانقلابية إلى أعمالهم بعد أن حفظت وظائفهم، وحتى من حكموا ولا تزال أسماؤهم موجودة، خاصة في الوظائف الحكومية، حيث لم يشغل بعضها، مما يضمن لهم حق العودة كما عاد من قبلهم، وحتى من أقيل من عمله من القطاع الخاص فإذا به يكافأ في وظيفة حكومية من قبل بعض كبار المسؤولين في الدولة رغم معرفتهم أنهم أشخاص مناهضون للحكم، وشاركوا في المؤامرة الانقلابية كل حسب موقعه من إعلاميين وغيرهم من مهندسين ورؤساء أصبحوا بعدها مديرين، عدا المكافآت التي صرفت لهم من قبل المؤسسات الحكومية التي يعملون بها.بالتأكيد أن الإرهابيين لا يزالون يتمتعون بكافة الخدمات التي يحصل عليها المواطن المخلص، ولم يتغير عليهم شيئاً، وها هو حتى من لم يشارك في الانتخابات لا نرى أي إجراء ضده، مثل عدم الانتفاع بالخدمات الإسكانية أو وقف بعثاتهم، هذا فقط يحصل في البحرين؛ حيث يستفيد الإرهابي ومن يدين بالولاء للمرجعية الإيرانية ويسير خلف ممثليها وهتف معهم بإسقاط النظام، يستفيد من كل الخدمات، وبما يُقدم على المواطن الذي تصدى للمؤامرة الانقلابية بنفسه وماله وأبنائه.إذاً مكافحة الإرهاب تبدأ من الدولة أولاً؛ حين تميز بين الخبيث والطيب، فتثيب الطيب وتقدمه على الخبيث في شتى الخدمات والمنافع، وتضع علامة مميزة على الخبيث في كافة أجهزتها، لأن هذا الخبيث يتمنى زوال الدولة، وينتظر ذاك اليوم الذي تصبح فيه البحرين محافظة من محافظات إيران، فوالله مثل هذا لا يستحق حتى شربة ماء من البحرين، وهذه هي بعض الدول التي تنتقد البحرين في تعاملها مع الإرهابيين والمحرضين، وهي دول تقطع رقاب من يتجرأ على حكوماتها أو ينتقد حكامها وبدون محاكمات وجلسات، وهذا ما يحصل في إيران والعراق وحتى أمريكا التي مازالت طائراتها تحصد أرواح الأفغانيين والباكستانيين واليمنيين، كما حصدت أرواح مئات الآلاف من العراقيين، ليس لجريمة إرهاب وإنما مجرد اشتباه أو ملاحقة بعض المشتبه بهم.إن الفساد في الأرض حرمه الله في الشرائع السماوية بدون استثناء، وجعل عقابه النفي والصلب والتقطيع، وأن العمل بعكس ذلك هو الذي فتح المجال للإرهابيين بأن يتمادوا في البحرين عندما تم التعامل معهم بالحنية والأناة، حتى أصبح الإرهاب شجاعة وبطولة يتسابق فيها أطبائهم ومهندسيهم ومعلميهم وطلابهم وتلاميذهم وأطفالهم ونسائهم وحتى مرضاهم.فمحاربة الإرهاب تبدأ أولاً بتطبيق قوانين صارمة، كما تطبقها الدول التي تسمى الدول المتقدمة التي تحارب الإرهاب بتحالف دولي، وها هي فرنسا الأخرى تعقد مؤتمراً يجتمع فيه وزراء داخلية أوروبيون ووزير العدل الأميركي ايك هولدر لبحث موضوع الإرهاب وتبادل المعلومات إثر الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو»، كما ذكر أن دولاً غربية شددت من إجراءاتها الأمنية حول المؤسسات الحساسة في أعقاب الهجوم على الصحيفة الفرنسية تحسباً لعمليات إرهابية، إذاً الإرهاب الذي ضرب مقر الصحيفة في فرنسا هو نفسه الإرهاب الذي يضرب البحرين كل يوم ودون توقف منذ فبراير 2011.الجميع اليوم متفائل بما أقدمت عليه الدولة من تنفيذ إجراءات قانونية عادلة في حق الإرهابيين والمحرضين والموالين لدول أجنبية، فتطبيق القانون على الجميع هو القاعدة الأساسية لبقاء الدولة واستمرارها، وإلا حدث لها ما حدث للدول العربية الأخرى التي تفتت وضاع كيانها وانتهى وجودها، وها هي دولة اليمن مثالاً عندما تساهلت مع جماعة الحوثيين الذين يعيثون في أرض اليمن فساداً وخراباً.نعم للقضاء على الإرهاب وقطع موارده وأوردته، ويجب أن يحرم هذا الإرهابي من كل منفعة وخدمة تقدمها الدولة، وكذلك بالنسبة للذين صدرت في حقهم الأحكام، وأن تلغى أسمائهم من الهياكل التنظيمية في المؤسسات الحكومية والشركات الوطنية، حتى لا تأتي بعدها المنظمات الدولية التي سوف تتفق مع النقابة العمالية التي قادت حملة إعادة المفصولين وتفعل الشيء نفسه مع الإرهابيين الذين سيخرجون من السجون بعد انقضاء مدة أحكامهم، ليعودوا مثلما عاد من قبلهم إلى أعمالهم.