أحسن الله عزاءكم وعزاءنا في فقيد الأمة العربية والإسلامية، المغفور له بإذن الله، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، فقد فجعنا خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله، ولكن يبقى أمر الله عز وجل؛ فالموت حق، وتبقى المملكة العربية السعودية على مر العصور ثابتة وقوية، قد تتبدل الكراسي ويأتي ملك بعد الآخر، ولكن يبقى السعودي أصيلاً بمواطنته وهويته، ثابتاً كثبات الجبال وشامخاً كما عهدهم الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة. فالبحرين اليوم تبكي وتحزن لفقد ملك الإنسانية كما السعودية، فالعلاقة الأخوية بين البحرين والمملكة العربية السعودية تتميز بالخصوصية لما بين الشعبين من روابط عديدة، منها روابط امتدت منذ أن أعلنت مملكة البحرين اعتناقها للإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الروابط متينة وقوية ولن تتبدل أو تتغير على مر العصور، فروابط الدين والعروبة روابط راسخة في صحراء دول الخليج العربي، وجبال راسخة أيضاً في حياة الخليجي، فشعوب دول الخليج العربي كالبنيان المرصوص يقدمون الولاء والطاعة لولاة أمورهم وحكامهم في كل زمان، لأنهم رموز ثابتة لنصرة الدين والعروبة.تلك الخصوصية بين المملكتين أحدثت نقلة نوعية في المسيرة بين البلدين من خلال التعاون المشترك في الحفاظ على أمن وسلامة منطقة الخليج، فأزمة 2011 التي مرت على البحرين وموقف المملكة العربية السعودية في مساندة الحق والوقوف مع البحرين ضد المد الصفوي الإيراني؛ موقف لا يستبعد عن ملوك السعودية وشعبها تجاه أشقائها العرب، فالمملكة العربية السعودية هي العمود الفقري والقلب النابض، وهي القوة التي تستمدها دول الخليج العربي والدول العربية في كل حين، ولما للمملكة من مكانة عالية وقوة بين العالم لأبعادها الأساسية المتمثلة في البعد الديني الإسلامي والبعد الاقتصادي والسياسي. المملكة العربية السعودية قوة خليجية في الثبات والعزم والاستقرار الداخلي، ودورها في استقرار المنطقة، منذ تولي مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة إلى تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وقدوة في الترابط ما بين الحاكم وشعبه، فكل ملوك السعودية حتى وإن رحلوا فمواقفهم الجليلة والعظيمة باقية وراسخة لما قدموه للأمة العربية والإسلامية، ولدورهم البارز والحثيث في الحفاظ على استقرار دول العالم، ويقينهم بأن تبقى دول الخليج العربي يداً واحدة وسداً في وجه العدو.وهذه هي راية المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوحدة الدول الخليجية بحكامها وشعوبها، فحلم الاتحاد لم يأت من فراغ، فالتداعيات السياسية في المنطقة جعلت المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسعى للاتحاد الخليجي، ولما للاتحاد من قوة عظمى تهزم كل مكر وتخطيط لتشتيت منظومة دول الخليج العربي. فولاية الفقيه وحزب الله وداعش والحوثيون والإرهابيون وأيدي الحاقدين من بعض الدول، جميعهم عثرات في استقرار المنطقة، يتحتم على دول الخليج أن تستفيق من التفكير وتعجل من الاتحاد والوحدة الخليجية، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة صعبة للمنطقة، فالمراهنات كثيرة على استقرار المنطقة في ظل حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، فالدول العظمى منذ اليوم الأول لتولي الملك سلمان تقيس وتقيم شخصية الملك لمعرفة دوره كقوة عظمى بعد رحيل الملك عبدالله، ولكن يبقى ملوك المملكة العربية السعودية رمزاً للقوة والثبات لنصرة الدين والوطن الخليجي والعربي، فإن تبدلوا لا تتغير عروبتهم وأصالتهم ونصرة دينهم.