كنا نمني النفس بإنجاز عربي جديد في النسخة الحالية لكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم التي تدور رحاها في المدن الأسترالية والتي شهدت تأهل تسع منتخبات عربية إلى هذه الأدوار النهائية من أصل 16 منتخباً تواجدوا هناك ولكننا و للأسف الشديد عدنا بخيبة أمل للكرة العربية الآسيوية بشكل عام !شخصياً كنت أتوقع أن يتأهل المنتخب الإماراتي إلى المباراة النهائية وأن يتوج بطلاً لهذه النسخة ليعيد أمجاد الكرة الخليجية التي ظفرت بهذا اللقب أكثر من مرة على يد المنتخبين الكويتي والسعودي وكان توقعي هذا مبنياً على المستوى المتطور للمنتخب الإماراتي بفضل الاستقرار الإداري والفني وما يمتلكه هذا الفريق من مقومات إيجابية عديدة من شأنها أن تجعل منه بطلاً آسيوياً، غير أن الرياح جاءت على خلاف ما تشتهيه السفن في مباراة الأمس التي جمعت الأبيض الإماراتي بالكنغر الأسترالي حيث كشفت لنا تلك المباراة أهمية الفوارق البدنية التي يحتاجها اللاعب العربي عامة واللاعب الخليجي بشكل خاص !هذه الفوارق لعبت دوراً أساسياً في تفوق الأسترالييين يوم أمس حيث لاحظنا كيف نجح الفريق صاحب الأرض والجمهور في الانتشار الجيد في كل أرجاء الملعب مما لم يتيح المجال أمام الفريق الإماراتي الذي يتمتع بقدرات مهارية عالية لاستغلال هذه المهارات بالشكل المثالي بدليل أننا لم نشاهد أي محاولة تسديد دقيقة على المرمى الأصفر على الرغم من الوصول إلى حدود منطقة الجزاء الأسترالية في العديد من المناسبات كما أن جميع الكرات الهوائية والالتحامات كانت الغلبة فيها للمنتخب الأسترالي !هذه الفوارق ذاتها لمسناها أيضاً في لقاء المنتخب العربي العراقي أمام نظيره الكوري الجنوبي وهي ذاتها التي منحت الكوريين الجنوبيين الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية تاركين الكرة العربية تتنافس على المركزين الثالث والرابع .هذا السيناريو الذي شهدته نهائيات كأس أمم آسيا يدعونا من جديد لمطالبة الاتحادات العربية الآسيوية لكرة القدم بإعادة ترتيب أوراقها وسياساتها التدريبية وخططها واستراتيجياتها المستقبلية التي يستوجب أن تكون قائمة على أسس علمية مدروسة بعناية احترافية من أجل أن تستعيد الكرة العربية هيبتها على النطاق القاري وأن يكون لها موطىء قدم في نهائيات كأس العالم في ظل وجود أربعة مقاعد ونصف المقعد لهذه القارة الصفراء وإحقاقاً للحق فإن المنتخب الإماراتي ظهر بصورة مشرفة جداً و يكفيه فخراً أنه استطاع أن يجرد اليابان من اللقب الآسيوي وأثبت بأن التخطيط السليم والاستقرار الإداري والفني أسلحة أساسية لضمان مشاركات إيجابية كما أن بلوغ المنتخب العراقي إلى الدور نصف النهائي يعد إنجازاً لهذا الفريق الذي يمر بظروف استثنائية نجح في تجاوزها بفضل الروح المعنوية العالية التي قلب بها كل التوقعات وكان مفاجأة البطولة إن جاز التعبير.نأمل أن تكون اتحاداتنا الكروية قد استوعبت هذه الدروس وأن الوقت قد حان فعلاً لعمل جاد يعيد للكرة العربية الآسيوية بريقها المفقود.