لا يبتلي الله قوماً إلا إذا بدأ الفساد يعيث فيهم، وبدؤوا يفسقون في نعم الله ومكارمه، ولعل ما أصابنا من ابتلاء في مملكة البحرين يجعل العقلاء والحكماء يفطنون إلى الانحدار الأخلاقي والديني الذي شهدته مملكة البحرين خلال السنوات الماضية، بحيث انتشر الفساد الأخلاقي في كثير من المناطق، وأصبح البعض يعتبرها من الدول الفاسدة حسب مقاييس خاصة بذلك، وأصبحنا نشاهد المناظر غير الأخلاقية والمفسدة على أرض للمسلمين تصدح مساجدها بالأذان وتقام عليها فرائض الإسلام، وهو ما كان سبباً في جلب غضب الله وسخطه. البعض راح يقول أمام الكثير من مشاهد الفسق التي يراها أمامه في بعض الشوارع، والتي أصبحت أسماؤها معروفة ومشهورة عند «شلل» الفساد في الدول المجاورة «والله لو ما في البحرين ناس تصلي وتدعي ربها جان الله خسف بنا الأرض»، لعل الله ما ابتلانا فيه رسالة تنبيه إلى مراجعة النفس وإعادة ضبط بوصلة القوانين والتشريعات التي تأتي مستمدة من دستورنا الذي يقوم على الدين الإسلامي الحنيف.كثير من المواطنين وجدوا أنفسهم أمام نارين، وأمام هذه المعادلة المؤلمة؛ يمر البلد في كل عام بفترة حرجة خلال شهر فبراير، أشبه ما تكون فترة طوارئ خشية أن تعود المشاهد المخزية لأزمة البحرين الأمنية 2011، ومن جهة أخرى يأتي يوم الحب لتتشح الأسواق باللون الأحمر ولتتوافد فئات معينة للاحتفال بذكرى «الفلنتاين» لتفسق وتمارس «العربدة» والفجور على أرض وطننا الغالية، لدرجة أن بعض الفنادق والأماكن المشبوهة تمادت وأخذت تنشر إعلانات وتقدم عروضاً خاصة فقط لأجل إحياء هذه المناسبة التي لا تمت لديننا بصلة، ليجد المواطن نفسه ضائعاً وسط كل هذا، خاصة أن 14 فبراير يصادف أيضاً ذكرى ميثاق العمل الوطني؛ ذكرى وطنية مهمة بين الشعب وقائد الشعب يحتفي فيها الوطن بأكمله بذكرى تدشين مشروع إصلاحي رائد ومهم وضع البحرين على خارطة الدول الديمقراطية المتقدمة.قد يكون فبراير البحرين لهذا العام مختلفاً، قد يكون التحدي القائم فيه أمام محاكمة المدعو علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق هو من سيحدد المشاهد القادمة لفبراير وحتى ما بعد فبراير، هناك من يقدم تحليلات تربط بين أن فبراير البحرين لهذه السنة قد يكون أهدأ بكثير من الأعوام التي مضت لكون أحد رؤوس الفتنة يقبع وراء الجدران، فيما البقية أمامهم تحديات كثيرة تواجههم، أهمها إن كانت عصا العقاب ستطالهم من بعده أو لا؟لذا فجل ما نتمناه أن يمر فبراير البحرين هذا العام ونرى الدولة وقد شرعت في عدم التهاون مع الإرهاب وعناصره من جانب ولا مع «شلل» الفسوق والدعارة من جانب آخر، نتمنى أن تكون هناك إجراءات حازمة كما حصلت خلال ليله رأس السنة حين قامت الإدارة العامة للمرور ووزارة الداخلية مشكورة بتحويل مسارات بعض الشوارع التي أصبح مجرد المرور فيها شبهة مع خالص الأسف، وأسماؤها معروفة لدى مواطني دول الخليج، نتمنى أن نرى فبراير البحرين هذه السنة «فبراير» وطنياً تطبق فيه مبادئ الإسلام التي يقوم عليها دستورنا في محاكمة القتلة والمجرمين والاقتصاص منهم، وفي تطويق «شلل» الفساد بإجراءات وتفعيل القوانين بحيث لا يعود لمشاهد الانحدار الأخلاقي في شوارعنا وفنادقنا أي أثر، نتمنى أن تغلق المراقص والمشارب وأن يجد من يتوافد على البحرين -ليلتها فقط لأجل تمضية ذكرى يوم الحب وممارسة الفجور- أنه لا مكان له ولا محل يرحب به.نتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها وطنياً وشعبياً، وأن نرى الشعب البحريني متلاحماً من جديد، ونرى «عمر» صديقاً لـ«علي» و«فاطمة» صديقة لـ«عائشة»، نراهم يحتفلون معاً بذكرى الميثاق، وأن نرى البحرين تتشح بالأحمر لأجل إحياء ذكرى ميثاق العمل الوطني لا لمظاهر دول الغرب وإحياء عادات الأجانب وغير المسلمين، نريد البحرين في فبراير حمراء بألوان الوطنية الجميلة لا ألوان الحرائق والتخريب.