نتابع لسنوات بغبطة وصمت زملاءنا الإعلاميين والصحافيين في العالم العربي والخليج العربي، وفي الشقيقة الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد، نسمع عن انطلاق برامج إعلامية وتدريب إعلامي على مستوى عالٍ، وجوائز إعلامية واحدة تلو الأخرى، ومكافآت وأجور مجزية؛ فيما نتأمل الواقع البحريني بقليل من الأسى وبكثير من الصبر الذي جبل عليه أبناء البحرين لسنوات طويلة جداً.نراقب بشغف المحروم قصص نجاح الحكومة الإماراتية -مثالاً- في دعم وتحفيز الصحافيين، لتمنح مواطنيها مزيداً من التميز، ثم يفيض دعمها للزملاء في الوطن العربي فيشملنا معهم بعض حين، نقف على أهداف «جائزة الصحافة العربية» على سبيل المثال، وإسهامها في تقدم الصحافة العربية، ولتساهم في تعزيز مسيرتها وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتفوقين والمتميزين منهم. في تعزيز لافت لدور الصحافة في خدمة قضايا المجتمع وعرفاناً بإسهامات الصحافيين في إيصال الصوت العربي إلى العالم، أيضاً يمكننا الوقوف على جائزة المرحوم تريم عمران، وهي إحدى الجوائز المحلية الإماراتية تعنى أيضاً بالصحافيين المبدعين في مجالاتها الستة «التحقيق، الحوار، المقال، العمود، التصوير، الكاريكاتير»، وتعمل تلك الجائزة كذلك على تعزيز مسيرة العمل الصحافي والتنموي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعد «منصة مهمة لتحفيز الصحافيين والعاملين في حقول الصحافة المطبوعة، على تجويد أعمالهم وتقديم أفضل ما عندهم من مشاركات، ولعل هذا ينعكس إيجاباً على العمل الصحافي وينشط من الدورة الدموية لقطاع الصحافة في الدولة، من حيث القدرة التنافسية ونحو تطوير التجربة الصحافية وتعزيزها في الإمارات».اللهم لا حسد؛ الإمارات دولة شقيقة وتربطنا بأبنائها روابط قربى ونسب، ونتمنى لهم ولجميع دول الخليج مزيداً من التطور والنماء في كل المقاييس، ولكننا نطمح لأن نكون في مستوى قادر على مواكبة التطورات والتناسب مع المنطقة الإقليمية. نقف في البحرين على واقع لا يحظى فيه الصحافي بدخل يؤمن له العيش الكريم، في بلد يؤمن بحرية الصحافة ويدعو إليها، ويعول على الإعلام في كثير من سياساته وخططه التنموية، ويدعو الصحافيين في كل مناسباته لتحقيق ودعم رؤاه وخطاه إعلامياً؛ ولذلك فإنه يستوجب على أقل تقدير تشجيع الإعلاميين بطرق مختلفة -إن لم يكن بالإمكان رفع الحد الأدنى من أجورهم- ومنحهم دوافع التميز وتحقيق الذات بتخصيص جوائز الإعلام محلياً على أقل تقدير، وخليجياً وعربياً في وقت لاحق وبمستوى تكريم مشرف.إن جل ما نتطلع إليه من أجل الصحافة البحرينية أن تخرج من مفهوم «أكل العيش» إلى مفهوم الإبداع، وإلى مستوى الجودة والتنافسية في العمل الصحافي. بما يمنح الصحافيين مزيداً من الاستمرار في هذا الحقل كعمل أساسي لا إضافي، نطمح لأن يكون الإعلام البحريني متفرداً، ومنتسبوه على مستويات لافتة من التخصص كل في مجاله، يتطلب ذلك تشجيعاً مجزياً لمزيد من التفرغ في مزاولة العمل الصحافي دونما الانشغال بوظائف أو مشروعات أخرى بغية تحقيق دخل إضافي. نطمح لأن تكون الصحافة مهنة صعبة لا ينالها إلا مستحقوها من الكفاءات المتخصصة، وألا تمارس على سبيل الهواية في وقت عمل إضافي.إن أكبر مشاكلنا، أنه في ظل التشجيعات التي يحظى بها الزملاء في الخارج، نجد مسؤولينا في البحرين يتابعون بصمت؛ أذن من طين وأذن من عجين، ثم يقولون لم لا نلتفت لما لدينا من إيجابيات؟ لقد ضاعت إيجابياتنا في ظل فيض العطاء والتقدير والتكريم الذي يحظى به الإعلاميون في الخارج، وعلى المستوى الخليجي على أقل تقدير، وهو ما يفسر هجرة عدد لا يستهان به من كفاءاتنا الإعلامية الوطنية، وظهورها في الصحافة وفي الفضائيات الخليجية المختلفة. والحق يقال لعل بعض مسؤولينا محكومون بظروف معينة تفرضها الميزانيات أو رؤى مختلفة.لعل أهم ما أعلمه عن واقع الصحافة البحرينية أنها تحظى بدعم لافت من لدن جلالة الملك المفدى، وهو ما يزيدنا فخراً واعتزازاً، ويمنحنا ثقة أكبر بأن صوتنا مسموع واحتياجات الصحافة محل اهتمام خاص من جلالته، ولذلك فقط فإننا نتطلع لأن يحظى الصحافيون -بمختلف مستوياتهم- بشرف الالتقاء بجلالة الملك وبإطلاق «جائزة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للصحافة البحرينية»، لتكون جائزة سنوية في تخصصات الصحافة وموضوعاتها المختلفة تسهم في دعم وتشجيع الجهود الإعلامية الوطنية، في مهرجان إعلامي بحريني سنوي، يليق بجلالة الملك وباسم البحرين ومستقبل صحافتها المنشود.