في بغداد أصيبت طائرة إماراتية تابعة لشركة فلاي دبي يوم الإثنين الماضي بطلق ناري أثناء الهبوط، فاعتبر وزير النقل العراقي الحادث عرضي؛ لكن الحادث وراءه ما وراءه.ما ترتب على هذا الحادث وما سيترتب بعد ذلك هو الآتي؛ كإجراء أولي علقت الإمارات جميع رحلاتها إلى بغداد، فشركة فلاي دبي والعربية والاتحاد وطيران الإمارات جميعهم أوقف طائراته الذاهبة إلى بغداد، وتبعهم في ذلك شركات أخرى مثل شركة طيران الخليج الناقل الوطني البحريني، وكذلك شركة الطيران التركية والأردنية وغيرها من الشركات معتبرين أن بغداد أصبحت منطقة خطر، كما استدعت الإمارات سفير العراق لديها وطالبته بتحقيق عاجل، بالإضافة إلى تعطل مصالح الناس ومواعيد عملهم في الخارج.أما ما سيحصل بعد ذلك هو ارتفاع قيمة التأمين على شركات الطيران التي ستقرر استئناف رحلاتها إلى بغداد، وسيتحمل ذلك المسافر، فسعر التذكرة سيرتفع كثيراً، وقد تتغير طريقة الإقلاع والهبوط في مطار بغداد لتعود إلى سابق وضعها أيام تواجد القوات الأمريكية في المطار، وسيكون الهبوط والإقلاع بطريقة تعرف بـ «اللولبي»، أي بدل أن تبدأ الطائرة بالهبوط التدريجي قبل المطار بمئة ميل، ستصل المطار وتصبح فوقه مباشرة بارتفاع يصل إلى 10000 قدم لتكون الطائرة خارج مدى النار، ثم تبدأ بالنزول بشكل لولبي وتأخذ عدة دورات فوق المطار يصاب خلالها الراكب بالدوار حتى يلعن الساعة التي ركب فيها الطائرة.أما من كان وراء هذا العمل؛ فالحكومة العراقية كعادتها وجدت في الحادثة فرصة مناسبة لتتهم العرب السنة في الحادث مدعية أن الطائرة أصيبت فوق مناطقهم، ولا أريد هنا أن أكيل الاتهامات لجهة بعينها، ولكن هناك حقائق وتساؤلات أضعها أمام القارئ تاركا المجال له ليقيم الموقف بنفسه.أولها أن وزارة النقل بعد غزو العراق سنة 2003 وحتى اليوم كانت من حصة الميليشيات وتعاقبوا على إدارتها بدءا بأول وزير ينتمي لميليشيا حزب الفضيلة وخبرته تنحصر في بيع السجائر على الأرصفة، مروراً بقائد ميليشيا بدر، وصولاً للوزير الحالي الذي كان جزءا من ميليشيا بدر، والمطار والمناطق المحيطة به تحت سيطرة الميليشيات منذ زمن، هذه الميليشيات سبق وأن هددت دولة الإمارات قبل أسابيع قليلة بسبب وضعها على لائحة الإرهاب وطالبت الحكومة الإماراتية برفعها من القائمة.الأمر الآخر سيطرة البرج في المطار طالبت طيار رحلة فلاي دبي بتغيير مساره عند الهبوط، وهذا قد يتعلق بأسباب منها الطقس وحركة الطائرات أو قد يكون هناك أمر آخر مقصود، المهم أنهم غيروا مسار الطائرة، هناك طائرات كثيرة تهبط في مطار بغداد يومياً فلماذا لم تستهدف الطائرات التركية أو العراقية أو غيرها واستهدفت الطائرة الإماراتية؟ العراق يدار بعقلية الميليشيات والعصابات، والمشكلة ليست فيما يصدر من أفعال فكل شيء متوقع، المشكلة في التعامل مع الميليشيات على أساس أنها دولة.