تشكل زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله إلى المملكة العربية السعودية أمس نقطة مهمة ضمن الرؤية الاستراتيجية للعاهل لمواصلة مسيرة العلاقات التاريخية المشتركة، والتي تقوم على أن السعودية تمثل عمقاً مهماً للبحرين، وبعداً لازماً للأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي بعمومها.وتأتي أهمية هذه الزيارة على أساس المرحلة الجديدة في العلاقات التي تدخلها البلدان، خاصة في ظل التطورات الراهنة إقليمياً ودولياً، وما يتطلب ذلك من تعزيز وتمتين لهذه العلاقات ضمن استكمال مسيرة طويلة أسس لها الآباء والأجداد من آل خليفة وآل سعود.وتعد الزيارة الملكية أول زيارة رسمية للعاهل المفدى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله، ولا شك أنها تصب ضمن المساعي الثابتة للبلدين، لتعزيز العلاقات وتمتينها، عبر تبادل الزيارات، والخبرات، وتنسيق المواقف.لقد ظل العاهل المفدى على الدوام يؤكد ما يربط بين البلدين من علاقات تعاون وأخوة صادقة، بشكل متكافئ يقوم على منهجية «الشقيقة الكبرى» و«الشقيقة الصغرى»، وتلك النظرة البناءة للمغفور له بإذنه تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وبذات البعد الذي يحمله العهد الجديد بقيادة الملك سلمان، الذي كان ينظر لعلاقات البلدين نظرة خاصة منذ أن كان ولياً للعهد.شهدت العلاقات البحرينية ـ السعودية، على مر التاريخ، والتي اكتسبت أبعاداً جديدة ومهمة في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تطورات إيجابية تصب في مصلحة شعبيهما، وتدعم توجهات البلدين خارجياً، فكلاهما تتبعان منهجاً عقلانياً في العلاقات الخارجية، ينبني على تنسيق المواقف والدعم المتبادل في القضايا الإقليمية والدولية، وإدانة الإرهاب ونبذ التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأعطاهما ذلك توأمة في المواقف، وقدرة على مواجهة التحديات التي تحيط بدول المنطقة.وتقدم الزيارة الملكية، فوق كل ذلك، رسائل مهمة لكل من يشكك في علاقات البلدين، بما تحمله من أن المسيرة متواصلة بذات تفاصيل أبعادها، وأن ما يجمع البلدين أكبر من أي شيء آخر، وأن قيادتي البلدين حريصتان على استكمال هذه المسيرة، إضافة إلى رسالة الوحدة والشراكة الثابتة، وأن العلاقات الرسمية ما هي إلا انعكاس لعلاقات الشعبين الشقيقين القائمة على التداخل والتصاهر، تصونها روابط الدين والتاريخ والمصير المشترك، والثوابت في هذه العلاقات أكبر وأهم من المصالح. يوسف البنخليل
Opinion
المنامة والرياض تؤكدان الثوابت
31 يناير 2015