مهما قيل عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ومهما سيقال ويكتب عن هذا التنظيم الإرهابي، فبعد جريمة إعدام الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة وبالطريقة الوحشية التي رأيناها، يكون تنظيم «داعش» قد ضمن عداوة أكثر من مليار مسلم.باختصار؛ الأدلة واضحة والمعاني قاطعة، «داعش» تربية إيرانية وصناعة أمريكية، وإذا كنت تخالف العبد لله فيما يقوله بأن إيران وأمريكا على وئام تام، وأن ما نراه من جعجعة لا طحن لها إنما هو ضحك على الذقون، فيجب عليك أن تراجع قناعاتك، وإليكم الأدلة والبراهين..في مايو 2014 قالتها «داعش» بالحرف الواحد على لسان الناطق باسمها أبو محمد العدناني؛ لن نهاجم إيران، فـ «قطعت الشك باليقين»، حيث قال: «الدولة الإسلامية ظلت تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية في إيران منذ نشأتها، وتركت إيران آمنة (...) امتثالاً لأمر القاعدة، للحفاظ على مصالحها، وخطوط إمدادها في إيران»!!وقد كشفت رسالة العدناني حقائق عجزت أعتى أجهزة المخابرات عن كشفها طوال سنين، وهي العلاقة بين القاعدة وإيران، والتي وإن كانت غير خفية لكثيرين، فإنها اليوم باتت سافرة ودامغة، ومنذ أن عبر المئات من عناصر تنظيم القاعدة من أفغانستان التي دخلها الجيش الأميركي مطارداً لهم في 2001، إلى العراق مروراً بإيران، بدأ الحديث يظهر عن تعاون الجمهورية الإسلامية مع إرهابيي القاعدة.وكان ثابتاً استناداً إلى اعترافات عدد من عناصر القاعدة، الذين اعتقلوا في العراق آنذاك، أن الحرس الثوري الإيراني و«فيلق القدس» سهلا على الجهاديين العرب الفارين من حرب خاسرة آنذاك في أفغانستان العبور إلى العراق لمقاتلة القوات الأميركية بالوكالة عن طهران، التي أعلنت موقفها الرافض لغزو العراق في 2003.وبعد ثورة سوريا في فبراير 2011؛ كشفت قوائم العقوبات المالية التي أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية عن دعم إيراني للقاعدة، إذ تبين أن شركات وأشخاص إيرانيين ومقيمين في إيران يتولون نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سوريا، وبعلم السلطات الإيرانية، ليكونوا في خدمه النظام السوري من أجل تمزيق المعارضة السورية، خصوصاً المسلحة، من خلال إلهائها بحروب هامشية، كما يحصل بين الجيش الحر والجبهة الإسلامية من جهة ، و«داعش» من جهة أخرى. في مايو 2005 نشرت رسالة للقيادي القاعدي المصري سيف العدل، الذي كان مقيماً بإيران، وقد أشرف على تفجيرات مايو بالرياض 2003، تحدث فيها عن علاقته بالأردني أبي مصعب الزرقاوي وظروف هروبهما من أفغانستان مروراً بإيران، فيما سمي بـ «الانسياح» في الأرض، حسب سيف العدل، وساح معه كثير من المقاتلين إلى إيران، وقد أسكنهم الإيرانيون في مقرات الحزب الإسلامي التابع للقائد الأفغاني حكمتيار في طهران.ثم وبعد؛ تعالوا لنكشف علاقة «داعش» بالولايات المتحدة، ولا أعتقد أن هناك دليلاً «يخزق العين» أصدق من كلام إدوارد سنودن، العميل السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي (NSA)، والذي قال في أغسطس 2014: «إن المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بالتعاون مع مخابرات إنجلترا (MI6) والموساد الإسرائيلي، هم من عملوا على تأسيس ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش في المنطقة»، وسرب سنودن، الهارب الأمريكي الذي يعيش حالياً كلاجئ في روسيا، معلومات سرية نشرتها صحيفة «تقويم» التركية، أوضحت أن مخابرات الدول الثلاث هدفت من وراء تشكيل «داعش» إلى إحداث نوع من الفوضى في معظم دول المنطقة، وإدارة الإرهاب حول العالم ضمن استراتيجية أطلقوا عليها «عش الدبابير». عزيزى القارئ؛ هل تتساءل مذهولاً عن جدوى تحالف الشر والعار والعلاقة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بإيران؟إنها المصالح طبعاً؛ فالولايات المتحدة تريد أية ورقة تستخدمها لإرهاب دول الخليج وابتزازهم، وإيران تريد أي طرف يساعدها في نشر الفتنة وإشعال حرب طائفية في دول الخليج، ولو كان الشيطان نفسه، ورأيي ورأي كل شريف ومخلص لهذا الوطن أن محالاوت الوفاقيين الفجة، بما فيها صحيفتهم الناطق الرسمي باسم ولي الفقيه، إلصاق تهمة «داعش» بأهل السنة أمر يثير الضحك قبل أن يثير القرف