مع ازدياد نسبة الحوادث المرورية المختلفة؛ يأتي قانون المرور الجديد بعد طول انتظار ليكون الفيصل والرادع لمخالفات الطريق والسير، فكم عائلة فقدت أحد أفرادها، وكم من فرد فارق الحياة وهو في عمر الزهور، فكل شيء قابل للتعويض إلا الأرواح فإنها إن فارقت الجسد فارقت الأسرة فرحتها وسعادتها. نؤمن بقضاء الله وقدره، ونؤمن بأن المنية تأتي في وقتها لا تتقدم ولا تتأخر، ولكن لا يعني ذلك بأن يتهاون المجتمع في قضايا معينة أو تعم الفوضى وينتشر الفساد لأن أمر الله هو القائم بعد ذلك، فعلينا الأخذ بالأسباب التي تحد من ظواهر قد تأتي بالسلب لمجتمع يؤمن بقضاء الله وقدره، فالله عز وجل نهى عن إلقاء البشر لأنفسهم في التهلكة، فكان ولابد من ولادة قانون المرور الجديد، والذي جاء ليعيد ثقافة السياقة فن وذوق، بعد أن انعدم الذوق العام عند البعض ليس في قيادة المركبة فقط ولكن حتى في الامتثال لآداب الطريق في أبسط قواعده. قانون المرور الجديد لم يأت لجمع الغرامات المالية كما يدعي أو يظن البعض، فالبحرين بلد يؤمن شعبها بأهمية سيادة القانون، وأن الطريق الصحيح المعبد بالقوانين هو طوق النجاة نحو حياة خالية نوعاً ما من الحوادث المرعبة التي يشاهدها السائق والمار كل يوم في الشوارع والطرقات، فتحية من القلب إلى إدارة المرور على جهودها الحثيثة والكبيرة من أجل سياقة آمنة وأسرة سعيدة، فكلنا أمل بأن يصب القانون الجديد في المصلحة العامة بشكل مطلق، وأن تأتي نتائجه مثلما يتمنى الجميع في سياقة وطريق آمن، وهذا لن يتحقق إلا عندما يطبق قانون المرور على الجميع، فالطريق ملك الجميع، ولا نريد أن يمارس البعض حرياتهم في استخدام الطريق على حساب حريات الآخرين، فأساس قانون المرور تقليل نسبة الحوادث وليس التفضيل بين الأفراد. كنت أتمنى مع قانون المرور الجديد بأن تحل مشاكل المواقف، خصوصاً في بعض المناطق مثل المنطقة الدبلوماسية والأسواق الشعبية ومنطقة المعارض وضاحية السيف، كنت أتمنى أن توضع الإشارة الرقمية فهي خير معين على تحديد السرعة عند تجاوز الإشارة، وسوف تقلل من حوادث تصادم المركبات من الخلف خصوصاً مع السواق المترددين في تعدي الإشارة الخضراء خوفاً من الإشارة الحمراء، كنت أتمنى أن تزداد التوعية والتثقيف بالقانون الجديد لتصل لجميع شرائح المجتمع، خصوصاً الأطفال الذين لا يدركون أهمية وضع حزام الأمان وعدم تشتيت السائق بإزعاجه وعدم إخراج اليد أو الجسم أو الرأس من النافذة، أتمنى أن يعمم القانون أيضاً على السياح وأن يتم توزيع منشور خاص بالقانون على القادمين إلى البحرين، سواء القادمين عن جسر الملك فهد أو مطار البحرين الدولي، وأن يتم استخدام التقنية الحديثة لتوعيتهم مثل عرض توعوي على شاشات كبيرة عند الانتظار لختم الجوازات والجمارك، وكذلك الرسائل النصية عبر الهاتف للسياح والقادمين للبحرين، أتمنى أن يقلل إعطاء رخصة السياقة للوافدين خصوصاً عمال البناء، فقد لوحظ بأنهم يستخدمون مركباتهم للنقل بطريقة غير قانونية، أتمنى تكثيف الدوريات الليلية في بعض المناطق خصوصاً الأماكن المزدحمة بالمطاعم والكافتيريات، لأنها تجعل الشباب يستعرضون ليلاً بمركباتهم ويستخدمون الأبواق بطريقة تزعج أهالي المنطقة. أتمنى أن تكون السياقة مثلما نشاهدها في الدول الغربية حيث الانضباط والتقيد بقانون المرور واحترامه، وأمنية كبيرة من القلب بأن يقلل قانون المرور الجديد من نسبة الحوادث المرورية وأن يسعد الجميع لالتزامهم بقوانين مملكة البحرين، أعد النظر هي حملة جميلة لإعادة ثقافة السياقة كفن وذوق، فشكراً لكل من يعيد النظر.