كلام طيب وإيجابي صدر عن مسؤولي المرور بعد نهاية اليوم الأول من تطبيق قانون المرور الجديد، ونحن هنا ننتظر صدور إحصائيات رقمية دقيقة بعد فترة من تطبيق القانون لنحكم على مدى نجاعة تطبيقه؛ إذ من الأخطاء الاستراتيجية التي نقع فيها بشأن تطبيق أي قانون أو مشورع أننا نفتقر إلى مؤشرات القياس، وهنا الأرقام خير شاهد ودليل.لا نفشي سراً بأننا شهدنا في الفترة الماضية حوادث عديدة، بعضها فيه من الخشونة والترويع ما يجعل الناس تتأثر وتعبر عن سخطها من هذا الاستهتار.بالتالي الهدف اليوم هو جعل الشوارع ذات بيئة آمنة، وبالفعل لا يتأتى ذلك إلا عبر تطبيق صارم للقانون، بحيث يكون حامياً لمن يلتزم به، ويكون رادعاً لمن يستهتر به.حرصت على متابعة السواق خلال اليومين الماضيين حين دخل القانون حيز التنفيذ، فكان إيجابياً جداً أن ترى الناس وقد حرصوا على لبس حزام الأمان، إضافة إلى احترام إشارات المرور مع قلة عدد السائقين المتهورين الذين يحولون المسار الأيسر إلى شارع على حلبة الفورمولا واحد.كل هذه المظاهر مؤشرات إيجابية على أن هناك التزاماً لدى الناس بالقانون، بغض النظر عن الدوافع، إذ منهم من يلتزم إيماناً واقتناعاً بالقانون وأنه لم يوجد إلا لمصلحة الناس وحمايتهم، وهناك من التزم خوفاً من العقوبات المالية، وفي كلا الحالتين العملية إيجابية مثلما قلنا بالأمس.لكن الحالة لوحدها تمثل مادة دسمة للبحث والتقصي، إذ هل نحن كشعوب لا تنفع معنا إلا هذه الطرق حتى نلتزم بالضوابط والقوانين؟! وأعني هنا فرض العقوبات والتلويح بها للمخالفين.في الدول المتقدمة، لو رجعنا للتاريخ سنجد أن بعض القوانين حينما فرضت قابلتها ردات فعل أغلبها ناقدة ومستاءة، لكن مع الممارسة أصبح الالتزام بالقانون سمة دائمة، وبات «الشاذ» في سلوكياته وتصرفاته من يخالف ذلك.الجميل حينما تحصل الأمور بالإقناع، حينما يكون وعي المجتمع في شأن أمور على هذه الشاكلة يشمل أكبر قدر من الشرائح المجتمعية لا مقتصراً على النخبة فقط.كشخص يعيش في هذا البلد، بودي أن أخرج لقيادة سيارتي وأنا أحس بأن الأجواء آمنة، أن أسير في الشارع دون الإحساس بخطر على المسار الأيسر لأن هناك من يسابق الريح بسيارته أو أن يطاردني أحدهم وهو يقود قيادة جنونية ويضيء مصابيحه العلوية لأنعطف لليمين وإلا فإنني معرض لصدمة خفيفة أو استمرار في القيادة تحت التهديد. نريد أن نطمئن على أبنائنا وهم يذهبون للمدارس بأنهم في وسائل نقل تسير وسط أجواء آمنة، وغيرها وغيرها الكثير من الحالات.لدينا بالفعل فضول لمعرفة تأثير تطبيق القانون في يومه الأول، وحبذا لو قامت إدارة المرور مشكورة بنشر إحصائيات وملاحظات مدعومة بالأرقام بشأن التزام الناس بالقانون ومدى تأثيره إيجاباً على الوضع العام.وكما قلنا بالأمس، من مازال يساوره القلق بشأن تطبيق القانون، عليه أن يراجع نفسه أولاً، إذ لماذا القلق إن كنت لا تنوي مخالفة القانون؟! صدقوني الالتزام بالقوانين والضوابط حتى لو كان فيها نوع من «الضغط على النفس» لأننا تعودنا على سلوكيات مغايرة، هذا الالتزام له وقعه الإيجابي في النفس، ويخلق حالة من الرضا لدى الفرد بأنه يقوم بشيء صحيح وأنه عنصر إيجابي فاعل في البلد.حماكم الله من أخطاء الطريق، ووفق الجهود المخلصة لخدمة البحرين بجعلها بيئة أكثر أمناً وأماناً على أهلها وقاطنيها وزائريها.
Opinion
اليوم الأول بعد تطبيق «قانون المرور»!
10 فبراير 2015