أن تبث فضائية ما، خبراً عن عزم مجموعة ما، في بلد ما، القيام بممارسة ما، في يوم معين، يعتبر أمراً طبيعياً، فهذا خبر قد تعتبره تلك الفضائية سبقاً توفره لمشاهديها لتتميز وتتفاخر بقدراتها في الوصول إلى الأخبار وصناعتها. أما غير الطبيعي، فهو أن تقوم تلك الفضائية ببث الخبر مع الصور الثابتة وعلى مدى عدة أيام وفي كل نشرة إخبارية، لأنه بهذا يتحول من خبر إلى إعلان وترويج لتلك الممارسة، وهذا يعني أن هذه الفضائية متعاطفة مع تلك المجموعة وداعمة لها، وإلا لما وفرت لها كل تلك المساحة «الإعلانية» للترويج لتلك الممارسة من دون مقابل حاضر.بصيغة أوضح؛ أن تبث فضائية ما خبراً عن عزم البعض القيام بإضراب عن العمل أو الخروج في مظاهرة، وتعيد بثه مرة أو مرتين أو حتى ثلاث مرات وتكتفي بذلك، فهذا يدخل ضمن المهنية وتوفير الخدمة التي من دونها ربما يقل شأن الفضائية لدى مشاهديها، لكن أن تقوم الفضائية ببث الخبر عدة مرات في اليوم الواحد وعلى مدى أسبوع أو أكثر مع صور وأفلام وتفاصيل عن الذي تنوي تلك الجماعة القيام به باستضافتهم ومنحهم مساحات زمنية بكرم حاتمي؛ فهذا أمر يدخل في باب المشاركة والتحريض على الممارسة. بصيغة أكثر وضوحاً؛ أن تستمر فضائية «العالم» الإيرانية في بث خبر عزم «المعارضة» المتمثلة في جمعية الوفاق وما يسمى بائتلاف فبراير تنفيذ عدد من الفعاليات في أيام محددة، وترفق ذلك الخبر بصور يظهر ما هو مكتوب فيها بوضوح، وتقوم بإعادة بث الخبر عدة مرات في اليوم الواحد ولعدة أيام، فهذا أمر يصعب السكوت عنه لأنه يدخل في باب الدعم المباشر والتحريض على ممارسات مخالفة للقانون والنظام في بلد مستقل.فضائية «العالم» مارست هذا الدور خلال الأسبوع الماضي ولا تزال مستمرة فيه، فهي تعمل بكل ما تستطيع على شحن العامة والدفع في إحداث الفوضى وتعطيل حياة المواطنين والمقيمين في البحرين لأهداف لم تعد خافية على أحد. مخطط المراد منه التشويش على احتفالات البحرين بذكرى ميثاق العمل الوطني ومحاولة محو هذه الذكرى، واعتبار يوم القفزة المجنونة في الهواء والتي أدخلت البلاد والعباد في مشكلة تتعقد يوماً بعد يوم، يوماً يستحق الاحتفال به وإحياءه. تدخل سافر في شأن داخلي، ودعم مكشوف لمجموعة وصفت بالعديد من الصفات السالبة ولا تعرف ما يراد لها ولا الهدف من هذا الدعم المثير للريبة. تدخل ينبغي اتخاذ موقف واضح منه ووضع حد له وفضحه، فليس معقولاً أبداً ما تقوم به هذه الفضائية السوسة ومن يدور في فلكها من فضائيات هنا وهناك، فتردد ما تقول وتشاركها الفعل القبيح. الخدمات التي تقدمها هذه الفضائية لتلك المجموعة مجانية، من دون مقابل مادي، هذا وحده يثير الكثير من الأسئلة، حيث الزمن الجميل الذي كان الناس فيه يقدمون الخدمات للآخرين من دون مقابل ولي وانتهى. اليوم لا يوجد شيء من هذا القبيل إلا عند القليلين من الأفراد. الأفراد وليس الدول، حيث الدول مصالح. مصلحة هذه الفضائيات وفضائية «العالم» الإيرانية بشكل خاص بانت في التطورات التي شهدها ويشهدها اليمن السعيد، فالدعم الإعلامي المستمر لعبدالملك الحوثي الذي وصل إلى حد نعته بالسيد واعتباره سيد الجزيرة العربية أوصل إلى سيطرة إيرانية واضحة على الأمور في اليمن. والدعم الإعلامي المستمر لفلان وعلان في العراق وسوريا ولبنان أوصل إلى سيطرة إيرانية واضحة على الأمور في تلك البلدان. والدعم الإعلامي المستمر لتلك المجموعات موضوع الحديث يؤمل منه الوصول إلى «اليوم الموعود».
Opinion
اليوم الموعود
14 فبراير 2015