ضياء بركات ويسر ورزان أبو صالحة، زوج سوري وزوجة فلسطينية وأختها، طاردهم الإرهاب الإيراني والصهيوني في بلدانهم فاستجاروا بالإرهاب الأمريكي ليقضي عليهم، والجريمة في نظر الأمريكيين وإعلامهم مجرد حادثة عرضية سببها الكراهية وليست إرهاباً.أغلب وسائل الإعلام الأمريكية والغربية صمت آذانها عن الحادثة الإرهابية التي راح ضحيتها ثلاثة طلبة مسلمين على يد إرهابي أمريكي يدعى «كريج ستيفن هيكس» في ولاية كارولينا الشمالية، ولولا وجود تويتر وتفاعل المسلمين عبره بخصوص هذه الحادثة لما تطرق الإعلام إليها أبدا، فقيمة الضحايا عندهم لا تستحق الذكر، وحتى عندما اضطروا لذكرها على لسان أكبر المحطات الفضائية في العالم، وأعني فوكس نيوز وسي أن أن، اللتين نشرتا الخبر بالصيغة الآتية: «رجل يقتل ثلاثة مسلمين في كارولينا الشمالية»، وذكروا أن دافع الجريمة هو الكره، كون الرجل ملحداً يكره الأديان.بمعنى آخر «يا جماعة لا تكبروا السالفة واحد يكره الدين وذبح له ثلاثة، القضية بسيطة»، لكن لو حصل العكس وقتل رجل مسلم ثلاثة أمريكيين غير مسلمين في بلاد إسلامية غزتها أمريكا، وكان الثلاثة هم جنود غزاة وليسوا طلبة أبرياء، عندها كيف ستتصرف أمريكا وإعلامها؟ بالتأكيد سيصفه الإعلام بشتى الأوصاف التي تتقدمها كلمة «الإرهابي» أما الحكومة الأمريكية فستذهب به إلى سجن أبو غريب وكروبر وبوكا وغوانتنامو، ولو كان سجن «ألكتراز» لايزال مفتوحاً لزاره أيضاً ليعذب ويعدم بعد ذلك.وسائل الإعلام الأمريكية التي تصف هذا الإرهابي برجل أطلق النار على ثلاثة، ذاتها نقلت خبراً مشابهاً قبل أيام عن شارلي إيبدو في فرنسا لكنها وصفت القتلة بالإرهابيين ولم تصفهم بالرجال، لأن القتلة كانوا مسلمين، ليقول إعلامهم للعالم نحن رجال وهم إرهابيون، لن أتكلم عن أعمال الإرهاب التي تحصل في أمريكا وأوروبا ومن يقف خلفها وما هي نسبة المسلمين الفاعلين فيها، وسأدع الباحثين والمسؤولين الأمنيين هناك هم الذين يتحدثون عنها بالأرقام والنسب.حسب دراسة قدمتها جامعتي «دوك» و»كارولينا الشمالية» تبين أن 94% من العمليات الإرهابية التي صدرت باسم الدين لم تصدر من المسلمين و6% فقط نسبت لهم، أما في أوروبا فقد بينت تقارير الشرطة الأوروبية «اليوروبول» أن 96.6% من الهجمات الإرهابية التي نفذت في الأعوام 2007-2009 كانت على يد مجموعات غير إسلامية، كما أن أي عاقل يتأمل في المتضررين من الإرهاب سيجدهم مسلمين إما قتلوا في بلدانهم على يد أمريكا والصهاينة والإيرانيين وأتباعهم، وإما قتلوا في أمريكا والغرب على يد إرهابييها.أحد المغردين اختصر تشخيص الموضوع بقوله «عندما يكون المسلم أمام البندقية تصبح الكاميرا خلفه»، فأي ثقافة وصلت بالمجتمع الغربي إلى اعتبار كل ما يصدر عن أبنائه من أعمال القتل التي تنطلق من الكراهية الدينية حوادث جنائية، وكل ما يصدر عن المسلمين إرهاب يجب مكافحته.