من الضروري أن نتعاطف مع بعض الحالات الخاصة من طرف الكثير من المواطنين، فنتبناها هنا، ونهتم بها كعينة لنسلط عليها الضوء، وبما أن الحالة التي بين أيدينا هي حالة فاقعة من بين الكثير من الحالات الأخرى، أحببنا أن نتناولها هنا من باب «النموذج» الصارخ الذي يتجاهل احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً الجامعيين منهم. هذا النموذج الذي بين أيدينا هو شاب جامعي بحريني من ذوي الاحتياجات الخاصة بات عاطلاً عن العمل، يناشد سمو رئيس الوزراء النظر في أمره وإنهاء معاناته. هو خريج جامعي حاصل على شهادة البكالوريوس في «إدارة الأعمال». هذا الشاب أصيب بإعاقة جسدية دائمة «تآكل في العظام» بسبب إصاباته المتكررة بنوبات مرض «فقر الدم المنجلي»، وقد وثق إعاقته هذه لدى وزارة التنمية الاجتماعية، حتى أصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين لدى الوزارة بشكل رسمي.هذا الشاب البحريني أكمل دراسته الجامعية منذ حوالي أربعة أعوام، ومنذ ذلك الحين وهو يبحث عن عمل كريم لأجل إكمال بقية حياته وبناء مستقبله كبقية شباب الوطن، لكنه لم يجد إلى ذلك سبيلاً.يقول الشاب: «لقد بلغت من العمر عتيا، وعانيت كثيراً وأنا أبحث عن وظيفة كريمة، ولم أوفق في الحصول على أي وظيفة تليق بمرضي وإعاقتي الجسدية، فدائماً ما يتم رفضي بسبب المرض والإعاقة، وأنا حالياً عاطل عن العمل، فأغلب الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص ترفض توظيفي بسبب مرضي المزمن وإعاقتي الجسدية الدائمة، هذا وقد طرقت أبواب وزارتي «التنمية» و«العمل» مراراً، ولم أحصل على وظيفة تليق بي، بحجة أن الوظائف المتوفرة لدى الوزارتين لا تناسب مؤهلي الدراسي ولا مرضي وإعاقتي. أما بالنسبة لوالدي الذي كان بالأمس القريب يعولني، كان يعمل في إحدى وزارات الدولة، ولسوء الحظ فقد أصيب هو الآخر بجلطة في الدماغ، وأحيل على إثرها إلى التقاعد قبل أيام قليلة، علماً بأنني تقدمت لوظائف عديدة في وزارات ومؤسسات الدولة ولم أوفق في الحصول على أي وظيفة حتى الآن، لذلك أناشد الوالد سمو رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حفظه الله ورعاه، بالنظر في أمري، راجياً أن يتم توظيفي عوضاً عن والدي في ذات الوزارة التي كان يعمل فيها، أو في إحدى وزارات أو مؤسسات الدولة».لم يعد يتحمل هذا الشاب الجلوس في المنزل لوقت أطول من دون عمل، فعمره في انقضاء، وهو الذي مازال متكيفاً مع مرضه دون أن يقدم لنفسه أي شيء يذكر، وهو كغيره يتطلع للزواج ليبني له أسرة، كما من حقه أن يعمل كما يعمل الآخرون.أكد لنا هذا الشاب أنه يوجه نداءه الأخير لسمو رئيس الوزراء الموقر للنظر في أمره عاجلاً، وهو كما نقل لنا «واثق بأن طلبه هذا سيلقى آذاناً صاغية ورداً كريماً بإذن الله من قبل سمو رئيس الوزراء، الذي أمر في أكثر من مناسبة بضرورة توظيف جميع العاطلين لا سيما الجامعيين منهم، وهو من أمر كذلك بضرورة دعم ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الأعمال الكريمة والرعاية الخاصة لهم، شاكراً لسمو رئيس الوزراء اهتمامه الكبير بأبنائه الجامعيين ومرضى فقر الدم المنجلي وذوي الاحتياجات الخاصة، وأنا بالطبع أحدهم».هذه حالة بين عشرات الحالات تحتاج للمزيد من الرعاية وتسليط الضوء عليها كلها للخروج بأفضل الصيغ التي تنال هذه الفئة المحترمة من المواطنين كافة حقوقها، دون نقاص أو مساس بمستواها المعيشي والحياتي.