«اشلي بعوار الراس».. «مش اللعب».. «سو اللي يبيه النوخذة ولا تعور قلبك»..عبارات بدأت تزداد رواجاً في منظومتنا الرياضية تدل دلالة على تراجع العمل الإداري في هذه المنظومة وتسبب خللاً في الجسد الرياضي.كثير ممن يفترض فيهم حمل المسؤولية الرياضية سواء في الأندية أو الاتحادات أو حتى الإعلام الرياضي تجدهم يتنازلون عن ممارسة أدوارهم المشروعة معللين هذا التنازل بتسيير العمل (مش اللعب) حتى وإن كان هذا التسيير في الاتجاه غير الصحيح.أعضاء مجالس إدارات يخشون مواجهة رؤسائهم والبعض منهم يجاملون الرئيس فنجدهم يمررون قرارات غير صائبة يتضرر منها الآخرون ممن يقعون تحت سلطة هذه الإدارات والأمر لا يتوقف عند أعضاء مجالس إدارات الأندية والاتحادات بل إن العدوى بدأت تصيب الجسد الإعلامي الذي يفترض أن يكون أكثر استغلالية وأكثر شفافية في نقل القضايا الرياضية نقلاً جريئاً يتماشى مع المهنية الإعلامية.بعض الزملاء لايزالون يعتبرون مهمة البحث عن الحقائق وطرحها إعلامياً بمثابة «عوار الراس» مع أن هذه المهمة هي من صلب العمل الإعلامي.لذلك نلاحظ توقف العديد من الأقلام الصحافية من كتاب الرأي ممن كانت لهم كتابات موضوعية ومنطقية وهذا الأمر يدعو إلى الاستغراب في وقتنا الحاضر الذي تتسع فيه رقعة ومساحة الحرية الصحافية ويرتفع فيه سقف الطرح الصحافي إلى درجات لم تكن متاحة في عهود سابقة.هذا الموقف المستغرب يعد مؤشراً سلبياً للإعلام الرياضي المحلي، ومن هذا المنبر الصحافي الحر أناشد الزملاء الذين يعنيهم الأمر أن يعودوا إلى سابق عهدهم ويساهموا بآرائهم في تحريك القضايا والملفات الرياضية العالقة وعليهم أن يتحملوا «عوار الراس» ما داموا قد اختاروا مهنة البحث عن المتاعب التي تكمن حلاوتها في «عوار الراس» و«عوار القلب». والوضع نفسه ينسحب على كل من اختار العمل التطوعي في المجال الرياضي في الأندية والاتحادات الرياضية خصوصاً الإداريين منهم والذين يستوجب عليهم استثمار مشروعية الحوار والمناقشة داخل قاعات الاجتماعات استثماراً إيجابياً وعدم الاستمرار في هز الرؤوس لكل ما يطرحه «النوخذة» لمجرد «تمشية» اللعب.نحن جميعاً مساءلون أمام الله عزو جل أولاً وبعد ذلك أمام من منحونا ثقة الدفاع عن حقوقهم وعلينا إما أن نكون على قدر هذه الثقة والمسؤولية وإما أن نتركها لمن هم أجدر وأقدر منا على حملها.