من المؤلم الحديث عن الدين في مناخ غير مناسب ومع أناس لا يفهمون معنى الدين، لكن على أية حال لابد من التذكير عل وعسى، فالإسلام لا يعني الدين الذي جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ إنما يعني الاستسلام لإرادة الله والامتثال لتعليماته تجاه جميع البشر؛ سواءً اتبعوا محمد بن عبدالله أم لم يتبعوه، ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن مجرد السب أو الشتم لأية آلهة مهما كانت، فما بالك بمن يقتل بوحشية لا نظير لها من آدمي.وقد نهى الله عن قتل «النفس» بغير نفس أو فساد في الأرض، لم يقل من قتل مسلماً، وإنما قال نفساً بالمطلق، فالنفس البشرية مقدسة، فهل يتصور أحد، مهما جنح به الخيال، أن ما تسمى «داعش» أو «النصرة» أو «جند الله» أو «أنصار الله» أو ما شابهها من الأسماء، أن مجرد حمل كلمة الله تعصمها من الانحراف ووصفها بالإرهاب؟ كلا؛ إن قتل العمال المصريين الأبرياء في ليبيا من التابعين للعقيدة المسيحية يعتبر جريمة إرهابية كاملة الأركان، ويعتبر جريمة في حق المسلمين قبل غيرهم، بل في حق البشرية جمعاء، لذلك كان حقاً أن قام الرئيس عبدالفتاح السيسي وعلماء الأزهر الشريف بإدانة ذلك وبالمشاركة في قداس الكنيسة القبطية، وأنا أعبر عن مشاركتي الكاملة وتعاطفي التام مع إخوتي من المصريين الأقباط في مواجهة هذا الإرهاب المتوحش الذي، للأسف، يرفع راية تحمل اسم الإسلام الذي هو بريء منهم إلى يوم القيامة، فهم أسوأ من الوحوش وليسوا آدميين. اللهم ألهم أهل الضحايا الصبر وأجزل للأبرياء القتلى خير الجزاء فهم شهداء أبرياء لمن كان في قلبه ذرة من الإيمان.وتحية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والقيادة العسكرية والسياسية المصرية، وإلى القيادة الليبية على العمل المشترك لقمع تنظيم «داعش» في درنة وغيرها من الأراضي الليبية الطاهرة، وينبغي مواصلة هذا العمل دفاعاً عن النفس وعن الأمن الوطني المصري وعن استقرار ليبيا، وذلك كله من حقوق سيادة الدولة في إطار المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ الدفاع الشرعي الفردي أو الجماعي ومعاهدة الدفاع العربي المشترك المعقودة في إطار جامعة الدول العربية في عام 1951 والاتفاقات الثنائية العديدة بين مصر وليبيا، وعزاؤنا لأسر الشهداء وللإخوة المصريين الأقباط بل والمسلمين أيضاً.