الأسبوع الماضي خصص أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله جزءاً من كلمته التي ألقاها في مناسبة تخص الحزب للحديث عن البحرين، فوجه «تحية إكبار وإجلال وإعزاز» إلى البحرينيين في ذكرى ما أسماها «ثورة 14 فبراير»، والتي وصفها بـ «الانتفاضة السلمية المدنية الحضارية»، ورفض توجيه النقد له ولحديثه «السلمي» عن البحرين واعتبر أن هذا من حقه. نصر الله استغل الفرصة ليبرئ حزبه من دعم مثيري أعمال الشغب وممارسي الفوضى هنا، وقال «لم نرسل سلاحاً، ولم ندع لإسقاط النظام، وموقفنا يجب أن تشكره حكومة البحرين». وزاد أن ما قاله عن البحرين يجب «أن يشكره كل حريص على بلد عربي».بصراحة، ومن غير لف ولا دوران، لولا أنني كنت قد استمعت بنفسي إلى كلمة نصر الله لقلت إن ما نشر على لسانه افتراء عليه، فما قاله ليس لا يليق بالبحرين فقط ولكنه لا يليق به هو نفسه كأمين عام لهذا الحزب الذي يفترض أن يكون منشغلاً على مدار الساعة بإسرائيل وأن يمتلك الحجج الدامغة. أما الكلام الذي وجهه إلى بعض المسؤولين اللبنانيين الذين انتقدوه بسبب تدخله في البحرين فلا قيمة له بل هو حجة عليه، لأن سماح البعض لنفسه بالتدخل في سوريا أوغيرها لا يعني إعطاء حزب الله حق التدخل في البحرين، وهذا يعني أنه إنما فضح تورط هذا الحزب في دعم من وصفهم بالثوار، وإلا ما علاقته بالبحرين؟ ثم لماذا انفعل عندما جاء على ذكر الحكومة ووصفها بصفات لا تليق ولا يليق أن تصدر عن «سياسي محنك» يعتبر تدخله في البحرين تدخلاً سلمياً؟ ثم من هي الدول التي دعاها للضغط على البحرين لتقبل الحوار مع «المعارضة»؟ حيث المعروف أن كل الدول التي يمكن أن تمارس هذا النوع من الضغوط على الدول الأخرى تضع حزب الله على قائمة الإرهاب، فكيف دعاها لتفعل ذلك؟! ثم ما علاقته هو بموضوع «الموقوفين» ليدعو تلك الدول إلى الضغط على الحكومة كي تفرج عنهم؟ حزب الله على اتصال بسوريا بشار الأسد وبإيران الخامنئي فقط، وهاتان الدولتان مشغولتان بالبحث عن دواء لـ«قرعتيهما» ولا يمكنهما أن يمارسا ضغطاً على أحد وعلى البحرين بشكل خاص. الواضح مما قاله نصر الله هو أنه كان ملزماً من الناحية الأدبية بأن يقول شيئاً ما يفرح «المعارضة» هنا ويواسيها، فاضطر أن يقحم موضوع البحرين في حديثه رغم أن المناسبة نفسها لا تتسع لمثل هذا الحديث، وبدل أن يخدم تلك «المعارضة» أساء إليها وإلى حزبه لأن ما قاله لا تفسير له سوى أنه يدعم «المعارضة» والتي هي في نظره كل من يتخذ من الحكومة عدواً. الواضح أيضاً أنه كان يبحث عن فرصة ليبرئ حزبه من التهم الموجهة إليه والمتمثلة في تدريب «بحرينيين» على أعمال عسكرية وأعمال فوضى، من دون أن ينتبه إلى أنه لا يمكن لدولة أن توجه اتهامات إلى أي جهة إلا بعد أن تتوفر لها الأدلة والبراهين، وهي في حالة حزب الله متوفرة وسبق الإعلان عنها. ما قاله حسن نصر الله عن حكومة البحرين فيه افتراء عليها، وهو تدخل واضح وسافر في البحرين، وهو شأن لا يخصه