أتمنى من هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تساعدني في استضافة «رامي عليق» في برنامج كلمة أخيرة، كما أتمنى أن يقيم رامي عليق في البحرين فترة كافية لتنظم وزارة التربية والتعليم له سلسة لقاءات ومحاضرات يلقيها على طلبة مدارس الثانوية في قرى البحرين وتنظم له الأوقاف الجعفرية سلسلة محاضرات ليلقيها في مساجد ومآتم البحرين.رامي عليق لبناني من النبطية كعضو فاعل من الكوادر الحزبية النشطة في حزب الله اللبناني ليس أي عضو، كان مسؤولاً في شعبة التعبئة الحزبية أي شعبة تجنيد الشباب وضمهم للحزب وقيادتهم، كتب كتابه «طريق النحل جمهورية رامي عليق» بعد أن ترك الحزب، أهم ما في الكتاب هو شرحه لمرحلة التكوين فترة الاستقطاب فترة المراهقة والشباب شرحاً بانورامياً يتناول فيه المؤثرات من المنظور الفقهي والبيئي والجيني والموروث الثقافي التي تحيط بالشاب الشيعي وتجعله لقمة سائغة للاستقطابات الحزبية.يشرح كيف سرقه الحزب من والديه حتى أصبحا مجرد ممولين له ثم كيف سرق الحزب عقله وجعله يخشى أن يتنفس بدون أن يفكر شيخه نيابة عنه ويأذن له كيف ومتى يتنفس. يشرح كيف تتم عملية عزل الإنسان عن محيطة وعن ذاته ليحل الحزب مكان الكل فلا جار ولا زملاء يستحق أن تتعاطى معه إلا من كان في الحزب، يشرح عن الصراع النفسي الذي عاشه مراهقاً وعاشه شاباً بين قيم ومفاهيم ومبادئ أخلاقية رماها الحزب وراء ظهره حين تتناقض بين مصالح الحزب ومصالح الآخرين، كيف بدأت تساؤلاته عما يسمى بالتكليف الشرعي.كيف زين له التخريب وزين له عصيان القوانين فيشعر أنه على طريق الأئمة حين يعاقب على تخريبه وعصيانه.كيف اكتشف أن أول حروبه كانت بين شيعي وشيعي «أمل وحزب الله» كيف كانت الصراعات الحزبية تغطى ويعتم عليها بين فضل ونصر الله كل ذلك باسم وحدة الصف. أهم ما في الكتاب هو فتح باب المسكوت عنه من صراعات النفس البشرية الطبيعية التي تبحث عن ذاتها المفقودة حين تستلبها التنظيمات والأحزاب. كنت أقرأ الكتاب وأنظر إلى مئات إن لم يكن الألوف من البحرينيين من أبناء القرى من الشباب الذين أغواهم هذا الحزب أو ذاك وحولهم إلى وقود لحرق أوطانهم ظناً منهم أنهم يسيرون على طريق الأئمة كما كان يظن رامي عليق، فليتهم يسمعون تجربته يسألونه، يتحاورون معه: كيف اكتشف رامي عليق لبنانيته متأخراً كيف اكتشف أنه لم يكن أكثر من حجر على رقعة شطرنج إيرانية. ليتهم يسمعون تجربته علهم يفتحون عقولهم لشخص وصل به الحماس إلى ترقيته وجعله من الكوادر التعبوية، لذا فإن أبناءنا بحاجة أن يسمعوها منه لا منا ولا من والديهم ولا من رجال دين تم تسقيطهم، إنه واحد منهم مشى في طريقهم واندفع اندفاعهم يعرف كيف يفكرون وماذا يقال لهم.. باختصار إنه الأنسب.ملاحظة: في ظل سيطرة قوى حزب الله على المشهد اللبناني؛ فقد تم منع نشر كتاب «طريق النحل»، وقامت عناصر الحزب مدعومة بقوى الأمن اللبنانية بمصادرته مع الكتاب الثاني للمؤلف «تحت المياه الخضراء».الكتابان تمت إجازتهما ونشرهما في البحرين، وهو ما يؤكد أن سقف الحرية لدينا أعلى بكثير منه لدى وكلاء الولي الفقيه، رغم كل المحاولات لترويج عكس ذلك.
Opinion
ابحثوا عنه واستضيفوه
23 فبراير 2015