أرسل لي أحد المواطنين بالأمس رسالة نصية مفادها أن كثيراً من المشاكل والهموم لا تجد لها حلولاً لدى الوزير أو النائب، لكنها تحل عندما تصل إلى ديوان سمو رئيس الوزراء حفظه الله.هذه حقيقة يعرفها كثيرون، إذ للأسف كثير من المواطنين تتقطع بهم السبل حينما يحاولون إيصال مشاكلهم لمكاتب الوزراء المختصين، أو حينما يحاولون التواصل مع النائب الذي انتخبوه حتى يتحرك ليوصل همومه لمن يعنيه الأمر.رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله يقوم بدوره على أكمل وجه ويزيد على ذلك حينما يحسم كثيراً من الأمور التي تصله بسبب تعطلها على أبواب الوزارات، وهي الممارسة التي تدفعنا لتكرار الكلام ذاته وتوجيهه للوزراء والمسؤولين بأن الأمور حينما تصل لسمو رئيس الوزراء إنما تعني وجود تقصير في الوزارة المعنية وطريقة تعاطيها مع مشاكل المواطنين، بل وتحدد مدى جدية العمل القائم فيها لحل مشاكل الناس.يقدر الناس لرئيس الوزراء تفاعله الدائم وتحركه السريع الذي يسبق به الجميع حينما تتنامى لعلمه قضية ما أو مشكلة معينة، ويحب الناس رئيس الوزراء لأنه سباق في إسنادهم ومساعدة من يعانون من مشاكل ومعضلات. وفي كل مرة نكتب ونقول إن هذا درس جديد من الدروس الإدارية التي تقدمها مدرسة خليفة بن سلمان، والمستهدف في هذه الدروس ليس الناس ولا الإعلام، بل الوزراء والمسؤولين بهدف أن يكون بنفس مستوى التعاطي الجاد والتحرك السريع لدى رئيس الحكومة.اللقاء الأخير الذي جمع الأمير خليفة أمس الأول مع المجلس البلدي بالمحافظة الشمالية حمل رسالة واضحة وجهها رئيس الحكومة، وأترجمهــا شخصيــاً بأنهــا رسالـــة موجهــة للمسؤولين وليست لرئيس وأعضاء المجلس البلدي في المنطقة أو الناس، إذ قال سموه: أتابع شخصياً تنفيذ احتياجات أهالي الشمالية الإسكانية والصحية والتعليمية، وغيرها في المحافظات الأخرى.إذاً هناك متابعة شخصية من أعلى الهرم في الحكومة، وهذا الكلام هو تطمين للناس بأن احتياجاتهم تصل وأمورهم تتم متابعتها، لكنه في نفس الوقت يحمل توجيهاً صريحاً وواضحاً للوزراء المعنيين بأن يتابعوا بأنفسهم كل في اختصاصه تنفيذ ما يحتاجه الناس، وأن يكونوا متابعين أولاً بأول لكل ما يؤرق المواطنين، والمطلوب منهم معرفة ما يريده المواطن.هنا يطل السؤال برأسه: هل يفعل الوزراء ذلك؟! وإن كانوا يفعلون -لنفترض- لماذا كثير من الحالات يحاول أصحابها الوصول لمكتب سمو رئيس الوزراء لا مكاتب الوزراء؟!لو رصدنا رأي الناس، بالتحديد تلك التي ترسخت لديهم إثر خبرات ومواقف، لوجدنا أن كثيراً منهم عانوا في سبيل توصيل مشاكلهم إلى المسؤول المعني أو الوزير، كثيراً منهم وجد أمامه أبواب مغلقة، وكثيراً منهم اضطر لتلقي معاملة غير طيبة من قبل بعض الموظفين في قطاعات باتت معروفة بأن موظفيها مهمتهم ليس التسهيل على المواطن بقدر ما هي التصعيب عليه وغلق الأبواب في وجهه.الحل في المسألة سهل جداً، وهو حل يقدمه سمو رئيس الوزراء بنفسه في كثير من المواقف حينما يوجه مسؤولي الدولة للنزول إلى الشارع، للتلاقي مع الناس، للاطلاع على حياتهم وكيف تسير، للاستفسار من المواطنين مباشرة عما يحتاجونه.قليل من الوزراء ينزل للناس، قليل منهم لديه مجلس مفتوح لأي شخص من المواطنين ليدخله ويوصل معاناته ويقدم مشكلته، والكارثة تكمن بأن الاستمرارية غير موجودة، لذلك بعضهم -أي الوزراء- تراه يتفاعل وقتياً مع التوجيه، وبعد فترة يترك الأمور لمن هم أدنى منه رتبة للتعامل مع قضايا الناس وإيصال له ما يهم، وللأسف كثير من هموم الناس لا تصل للوزراء والبركة في الحاشية والبطانة التي تقف في وجهها وتحول العملية وكأنها طريق وعر طويل بين هموم الناس وبين مكتب الوزير.لذلك بتنا نعرف تماماً أنه حينما تغلق أبواب المسؤولين في وجه الناس، فإن باب الأمير خليفة هو الذي يفتح، وأنه حينما تتعثر أمور الناس بسبب المسؤولين، فإن تسهيلها يكون من خلال ديوان سموه وبناء على توجيهاته.لكن المنطق يفرض علينا القول إنه لا يفترض حصول ذلك لو كان كل وزير يعمل بنفس أسلوب الأمير خليفة، ولو كانت كل دواوين الوزارات تعمل بنفس آلية عمل ديوان رئيس الوزراء.شكراً لرئيس الوزراء على دروسه الإدارية المستمرة، ودعواتنا بأن يفتح الله على بعض المسؤولين والوزراء ليستفيدوا منها ويحاولوا تطبيقها.
Opinion
لماذا يلجأ الناس إلى ديوان سمو رئيس الوزراء؟!
24 فبراير 2015