وصلني فيديو قصير يظهر فيه السيد عبدالله الغريفي وهو يتحدث عن أولئك الذيـن استهــووا تعطيــل حركــة ومصالـــح الناس باختطاف الشوارع وقطع الطرقات وإشعال النار في إطارات السيارات، ويبين مقدار المخالفات الجسيمة التي يرتكبونها بهذا الفعل القميء، وكيف أنهم يخالفون بما دعا إليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وأوصى به. لا أعرف إن كانت الجزئية المقتطعة والتي يتم تداولها على الواتسب من حديث جديد للسيد الغريفي أم أنه من تسجيل سابق، لكن الأكيد هو أن أولئك الذين يختطفون الشوارع ويزرعون الأذى فيها لم يأخذوا به ولن يأخذوا به، فـ «كلام السيد كله على العين والرأس لكن في هذا فليسمح لنا»، هكذا يقول أولئك بدليل أنهم لم يأخذوا به واعتبروه وكأنهم لم يسمعوه ولم يصلهم به علم. هنا ما قاله السيد الغريفي بهدوء وبوضوح أملاً في أن تصل رسالته إلى المخربين «إماطة الأذى عن الطريق صدقة، والصدقة عبادة، وفي كلمة أخرى للرسول عليه الصلاة والسلام إماطتك الحجرة والشوكة والعظمة عن الطريق صدقة»، و«تؤكد نصوص الدين على الأهمية الكبرى لتسهيل حركة الناس في الطرق والشوارع، وتشدد هذه النصوص على شجب أي شكل من أشكال الإعاقة لهذه الحركة، سواء مارس ذلك نظام حكم أو قوى شارع. من يعطل الشارع، حاكماً أو محكوماً، يمارس عملاً خطيراً؛ ففي الناس مرضى، وعجزى، وضعفاء، وأصحاب أعمال ووظائف، وفيهم قاصدو مساجد ومدارس وفعاليات، وفيهم من تضغط فيهم مهام وحاجات، ونظراً لخطورة هذا الإزعاج والإيذاء جاءت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والأئمة مؤكدة أن إزالة المعوقات وما يشكل الأذى للناس في الطرقات هو من أفضل العبادات. حجر في الطريق يعيق الناس «شيله» عن الطريق فأنت عابد.. عبادة من أرقى العبادات» (انتهى كلامه).ملخص قول السيد الغريفي أن إماطة الأذى عن الطريق عبادة، وهذا يعني ببساطة ومن دون شك أن وضع ما يعيق حركة الناس ويعطل مصالحهم ذنب وإثم ومخالفة صريحة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وللشرع وتعد واضح على الأخلاق التي هي الدين. فإذا كان رفع حجر صغير أو شوكة أو عظمة صدقة وعبادة فالأكيد هو أن قطع الشوارع والطرقات ووضع الأحجار وجذوع الأشجار فيها و«ترزيز» الأسياخ في الشوارع ضد الصدقة وضد العبادة. إن لم يكن هذا الحديث للسيد الغريفي جديداً فهذا يعني أن المخربين خالفوه ولم يأخذوا به ولم يهتموا حتى بقائله طوال الفترة السابقة، والدليل هو عدم توقف تلك العمليات منذ أن اعتبروها أعمالاً «سلمية»، وإن كان حديثه جديداً فآلاف معي نتحدى إن استجابوا له وأخذوا به، فلو كان ما قاله مقتطفاً من حديث الجمعة الأخيرة، فالدليل على عدم الأخذ به هو أن الأيام التي تلت الجمعة إلى هذه اللحظة لم تتوقف تلك العمليات القميئة التي يصفق لها كل من فقد عقله وترقص عليها الفضائيات السوسة التي لا تتأخر عن بث أفلام لها ورفدها بأناشيد ثورية. ما يرمي إليه أولئك أعماهم عن كل شيء ولم يعد يهمهم أن يسمعوا لا من السيد الغريفي ولا من الشيخ عيسى قاسم ولا من أي مرجع ديني، وبالتالي فإن أحاديث هؤلاء وبيانهم للأحاديث الشريفة والروايات عن الأئمة يصمون آذانهم عنها ولا يلتفتون إليها، وليس بعيداً حتى أن يضغطوا على من يذكرهم بها كي يسكت، ولن يبالغ المرء لو قال إنهم لن يترددوا عن تهديده وربما تنفيذ التهديد، وصولاً إلى عدم الصلاة خلفه.ما نسب للسيد الغريفي أمر طيب حتى لو جاء متأخراً.
Opinion
المخربون يتحدون السيد الغريفي
26 فبراير 2015