لأول مرة يفتح في المغرب نقاش برلماني حول تقنين تجارة القنب الهندي أو "الماريغوانا"، الممنوع عالمياً، وينظر بعض السياسيين إلى "الجوانب الإيجابية" من الموضوع، كدافع لطرح الفكرة للنقاش العلني.وفي هذا الإطار، أكد شكيب الخياري، منسّق الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، منظمة غير حكومية، في حديث لـ"العربية.نت"، أن "تقنين زراعة القنب الهندي هو أول الطريق لخلق اقتصاد بديل"، من خلال "إعادة توجيه استعمالات القنب الهندي كنبتة لأغراض إيجابية، مثل المجال الصحي والصناعي، وربط رئيس الائتلاف بما سمّاها "نماذج دولية ناجحة".ووفق رئيس الائتلاف، فإن المبادرة غير المسبوقة في المغرب، وجدت انخراطاً رسمياً من ثلاثة أحزاب، هي: حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال من المعارضة، وحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود التحالف الحكومي، بالإضافة إلى وجود قياديين من حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، طالبوا بتقنين القنب الهندي.وفي تعليقه على فتح البرلمان المغربي، لأول مرة في تاريخه للنقاش حول القنب الهندي، أوضح الخياري أن الأمر "تم الإعداد له باتفاق وبتنسيق مع كتلة حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب اليميني المعارض في البرلمان"، وسجّلت الندوة دعوة جماعية لتقديم الدعم لتقنين بيع القنب الهندي لأغراض إيجابية، مع "العفو الشامل عن مزارعي القنب الهندي المتواجدين في السجون المغربية".وأوضح منسق الائتلاف لـ"العربية.نت" أن "سياسة الرباط اعتمدت على اجتثاث حقول القنب الهندي وتعويضها بزراعات بديلة بدعم من الاتحاد الأوروبي، لكن لم تكن النتائج جيدة"، باعتراف من المنظمة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها سنة 2005، لتعبر المنظمة الإفريقية عن تأسفها للنتائج المحدودة والضيقة التي آلت إليها هذه السياسة في المغرب.وفي سابقة من نوعها في المغرب، طالب حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، "بإخراج مزارع القنب الهندي"، من تهمة إنتاج وتهريب المخدرات، والنظر إليها "كثروة قومية".وفي يوم دراسي في البرلمان طالب الحزب المعارض بضمان "الاستقرار النفسي والعائلي للمزارعين العاملين في زراعة نبتة القنب الهندي"، التي يتم استخراج المخدرات منها وعلى رأسها ما يسمى بالكيف، الذي يعتبر السوق الأوروبية أول مستقبل لها.ووفق الحزب المعارض "يجب على الرباط استغلال كل الدراسات والأبحاث، واستثمار كل التجارب الدولية الناجحة"، في استعمال نبتة القنب الهندي، في المجال الطبي والصناعي.وتشير التقارير الدولية إلى أن المغرب هو الأول عالمياً، في إنتاج ما يسمى مخدر القنب الهندي، انطلاقاً من نبتة اسمها القنب الهندي، وهذا المخدر يتم تدخينه على شكل لفافات تشبه لفافات التبغ العادية، وتعتبر أوروبا الوجهة الأولى لما يسمى في المغرب بالعامية بـ"الكيف المغربي".وتنتشر زراعة القنب الهندي في منطقة جبال الريف، في شمال المغرب، كما يعتبر حزب الأصالة والمعاصرة اليميني، هو ثالث أهم حزب سياسي في المعارضة في المغرب.