كلما تم تضييق الخناق على مجاميع إرهابية هنا أو هناك، نشأت جماعات أخرى، تحت مسميات أخرى تجذب إليها «المتردية والنطيحة» ممن لفظتهم مجتمعاتهم، أو كانوا فيها «لقطاء» أفكار وإجرام، أو ممن تغريهم دول أخرى وتستخدمهم أوراقاً لمصالحها الإقليمية والدولية.هل من الممكن أن تكون هناك جهات ودول لا تريد القضاء على «داعش»؟ نعم؛ هناك دول سعيدة بهذا «البعبع» الذي يعيش في دولنا العربية والإسلامية ليجعل الاستقرار فيها حلماً صعب التحقق.الإرهاب ليس مجموعة تمتلك أسلحة متطورة لتشكل قوة مقابل قوى أخرى دولية وإقليمية ومحلية، الإرهاب فكرة تعشعش في رؤوس أشخاص ذوي نزعة إجرامية، لم تلتفت لهم مجتمعاتهم فخرجوا أرتالاً عن طوعها، كانوا بيننا يتنقلون، ومنهم من لا يزال، ويتحدثون ويتذمرون، ويأكلون مما نأكل، لكنهم يضمرون الشر داخلهم، حتى خرج مارداً ضخماً، فتدافعنا نشجب وندين، ونذخر أسلحتنا، ويأتي الأسياد -الدول الغربية- ليقتلوا هذا المارد وما هم بقاتليه، إمعاناً في أن يظلوا ملاذات آمنة، ومرجعية، ومصدراً للأسلحة ثقيلها وخفيفها.الحرب التي يجب أن تواجه الإرهاب ليست حرباً بالأسلحة، إنما بالتربية والتوعية، وإصحاح البيئة السياسية، وهي «حرب السلام»، أما «حرب السلاح» فهي تغذي أكثر مما تقتل، مثلها مثل حرب العصابات، بتكتيكات «الكر والفر»، ومنهجيات أصحاب المصالح ممن يريدونها «بقرة»، ولا يعرفون ماهيتها ولا لونها بين المتشابهات، وتدارأوا فيها.وأصحاب المصالح يغويهم عدم الاستقرار، وشركات الأسلحة يغريها الإرهاب، فيغذونه ويسمنونه، وما نحن بمتداركين للأمر، ولو إلى حين.القضاء على الإرهاب يتطلب إرادة ورؤية استراتيجية، تقوم على إشاعة ثقافة السلام والتسامح والحوار داخل المجتمعات الإسلامية والغربية على حد سواء، فالإرهاب ليس صناعة إسلامية ولا عربية، وبداية الإرهاب الدولي ارتبطت باختطاف إسرائيل طائرة مدنية سورية في ديسمبر عام 1954 إلى مطار اللّد لإجبار السلطات السورية على إطلاق بعض جنودها المدانين بتهمة التجسس.
Opinion
مكافحة الإرهاب
02 مارس 2015