نعم؛ أنقذوا اليمن قبل أن تصبح مثل العراق وسوريا ولبنان ونبكي بعدها علي اللبن المسكوب إذا ما سيطر أذناب إيران بالكامل عليها في ظل نوايا باجتياح عدن التي يدير منها البلاد الرئيس المنتخب من الشعب بالتوافق بين جميع الأطراف السياسية، بما فيها ما يسمى بأنصار الله (الحوثيين)، اليمن اليوم بين طريقين لا ثالث لهما؛ إما أن تعود الشرعية أو تكون بأسرها لقمة سائغة لإيران تتحكم بها كيفما تشاء، لأن الحوثة ما هم إلا أداة تتحرك وتأتمر بما يملي عليها عمائم قم لتضيع بلد الحكمة والإيمان وتذوب وتخرج من حاضنة الدول العربية، كما حدث لثلاث دول عربية بعد أن هيمنت عليها إيران لتسيرها وفق ما تريد.وهنا ندق ناقوس الخطر لدول مجلس التعاون الخليجية، خصوصاً المملكة العربية السعودية، التي تقع عليها مسؤولية إعادة اليمن للبيت العربي قبل أن ينفرط العقد وبعدها لا ينفع الندم، وقد كانت الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدربه هادي منصور بنقل الحوار الوطني إلى الرياض على اعتبار أنها مقر للأمانة العامة لدول مجلس التعاون خطوة موفقة وفي وقتها ولاقت ترحيباً شعبياً، بل وكانت مفاجئة لمليشيات الحوثي المتمردة التي تتعاون مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي للأسف وضع يده بأيدي إيران ليبيع وطنه من أجل تصفية حسابات شخصية وحقد دفين انتقاماً منه لما حصل له في جامع النهدين.اليمن يمر بأصعب ظروفه السياسية، بل هي الأشد في تاريخه في ظل محاولة لطمس هويته العربية الأصيلة التي ينحدر منها أصول العرب، فإذا ما سقطت فهو سقوط لكل الأمة العربية، ونعيد التحذير في ظل الوضع الأمني المهدد بحرب أهلية اذا ما اندلعت شرارتها في هذا القطر العربي الذي يعتبر حجر الزاوية لدول الخليج ونقطة تماس حدودية مع المملكة العربية السعودية قد يمتد شررها لدول الجوار، ويتحتم على دول مجلس التعاون أن تقف وتساند الرئيس هادي للخروج من هذه الأزمة سواء بالوسائل الدبلوماسية أو السياسية أو التدخل العسكري في نهاية المطاف.الجميع يترقب ويضع يده على قلبه من أجل أن يجنب الله اليمن من الانزلاق نحو الهاوية في ظل وضع مأساوي ينذر بانهيار الاقتصاد اليمني الذي لولا المساعدات الخليجية العام الماضي لكان قد انهار، ولكن بعد سيطرة المليشيات الحوثية علي صنعاء ستوقف دول الخليج دعمها، وقد يتحول هذا الدعم إلي جنوب البلاد التي يدير منها الرئيس هادي الدولة، ولكن إلي متي سيظل الوضع اليمني يترنح مكانه دون أن يتم حسم الأمر ودحر قوي الظلام الحوثية ومن يعاونها ليستعيد اليمن قوته ويبني أبناءه الوطن لنري ذلك اليمن الجديد.همسة..مع كل ما قامت به من مبادرة ودعم لليمن منذ عام 2011 وحتي اللحظة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار اليمن، على عكس إيران التي تسعى لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمية والسيطرة على البلاد، كما فعلت في العراق وتفعل حالياً في سوريا وقبلها لبنان، نسأل الله أن يجنب اليمن كل شر وأن نراها تقف شامخة كما كانت.
Opinion
أنقذوا اليمن!
07 مارس 2015