يتبادل البعض التهاني بمناسبة يوم المرأة العالمي، ويتمنون للمرأة أينما كانت على وجه الأرض أن تعيش في سلام مثلما تتمنى وتحلم، الاحتفال بيوم المرأة، والتوصيات التي تقدمها المنظمات المعنية بحقوق المرأة، أشبه بوصايا الرسول صل الله عليه وسلم للحفاظ على كيان المرأة عندما قال «استوصوا بالنساء خيراً»، وقال «خيركم خيركم لأهله» وأيضاً «رفقاً بالقوارير»، وهذا تشبيه بليغ وجميل جداً، فالقوارير لا تصنع بالطرق والضرب وإنما تحتاج للرقة والحنية واللين، وكذلك هي المرأة تحتاج دائماً لرجل يقف بجانبها سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً أو ابناً، تحتاجه لأنه النصف الآخر المكمل لسعادتها، وهي من المفترض أن تكون كذلك بالنسبة له أماً وأختاً وزوجة وابنة حانية عليه، لا يقسوا عليها بالضرب ولا يهين كرامتها بالإهمال أو الخيانة، فمشاعرها إن أهملت تكسرت وأصبحت عاطفتها مبعثرة يصعب عليه أن يلملمها مرة أخرى، أو أن يستعيدها كالسابق. فهل المرأة بحاجة ليوم خاص بها، تكرم فيه بعد أن كرمها الإسلام وصان حقوقها؟ الإسلام كرم المرأة وحافظ عليها وصان حقوقها، وهي تتساوى مع الرجل في الثواب والعقاب، ولها حقوق شرعية ومدنية وسياسية كالرجل، ثلة من الرجال من لا يعترف بهذه الحقوق ولا يشعر المرأة بأنها كيان لها حقوق كالواجبات، فبعض الرجال يخاف على كرامة ابنته في الوقت الذي يهين زوجته، والبعض حنون على زوجته وعاق لوالدته، أو رقيق مع زميلاته في العمل وقاسي لحد العنف مع أخواته، وآخرون يساعد ويواصل الجميع ما عدا أسرته، هذه الثلة لم يتخذوا من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيراً» منهجاً يسيرون به نحو العدل والإحسان والفضل مع المرأة، ولو طبقوا ذلك ما احتاجت المرأة اليوم لمنظمات تدافع عنها وعن حقوقها، ولاكتفت بأن يكون الرجل بجانبها يسيران معاً في اتجاه واحد. رغم ذلك، عندما نقارن مجتمعنا البحريني أو الرجل البحريني بالمجتمعات الأخرى، نجده الأفضل «ولا أحد يقول مهند التركي رومانسي»، فالرجل في الدول الغربية رغم عصريته ومدنيته وتحضره، مازال يعنف المرأة، ومازال ينظر للمرأة نظرة أجداده الأولين، وإن ما نشاهده في أفلامهم هو الواقع، بل تغلب عليه الأحلام، وإلا لما سمح الرجل بأن تكون المرأة سلعة رخيصة في الأفلام والإعلانات، هؤلاء النسوة هن فعلاً بحاجة حقيقية إلى يوم للمرأة، يستطعن في هذا اليوم أن ينددن ويستنكرن الاضطهاد الواقع عليهن، أما نحن فحاجتنا لهذا اليوم أقل منهن بكثير، لا أقول إن المرأة لدينا أخذت حقوقها كاملة، ولكن هي تسبق المرأة في الدول المتقدمة بكثير. صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه ورعاه وسمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله، يسعيان دوماً بأن يقفا مع المرأة البحرينية في كل مراحلها، ويصونا كرامة المطلقة والأرملة في العيش الكريم، فحقوق المرأة البحرينية مصانة مجتمعياً، ولكن تحتاج إلى دعم أكثر من الرجل ووقفة منه بأن يحافظ على كرامتها داخل الأسرة أولاً، وعليه أيضاً أن يرسم مع المرأة مستقبلاً أفضل لها، فإن كانت المرأة فلذة كبده اليوم فغداً سوف تكون زوجة رجل آخر قد يسعدها أو يشقيها. - تحية من القلب لمعهد البحرين للتنمية السياسيةمبادرة رائعة من معهد البحرين للتنمية السياسية بتوزيع الورود على الموظفين من الرجال والنساء في يوم المرأة العالمي، جمال المبادرة يكمن في إهداء الورود للرجال أسوة بالنساء حتى يهدوها بدورهم إلى زوجاتهم وأمهاتهم، وهذه لفتة حلوة ورسالة مهمة من المعهد بأن الجميع يشارك في بناء الوطن، فتحية من القلب للجميع بمناسبة يوم المرأة العالمي.