نقلت وكالة أنباء «ايسنا» للطلبة الإيرانيين عن علي يونسي، المستشارالخاص للرئيس حسن روحاني، أنه قال خلال منتدى «الهوية الإيرانية» بطهران الأحد الماضي إن العراق «لم يعد جزءاً من مجالنا الحضاري فحسب؛ بل أصبح هويتنا وثقافتنا ومركزنا، وعاصمتنا»، وهو ما يفهم منه أن إيران صارت تعتبر العراق جزءاً تابعاً لها وأنها لهذا تتواجد القوات الإيرانية في العراق. وحسب كل من يشاهد فضائية «العالم» الإيرانية تكرر هذه السوسة يومياً منذ فترة بث أغنية ثورية تحريضية ضد السلطة في البحرين قبل نشراتها الإخبارية أو بعدها، حيث الواضح أن التعليمات تقضي بزيادة جرعة التحريض وعدم الاكتفاء بما يبث في نشرات الأخبار وبرنامج «حديث البحرين» اليومي من سب وشتم وإساءة، وحيث الواضح أيضاً أن إيران بدأت تعتبر البحرين «جزءا من مجالها الحضاري»، ولعلها تقول بعد قليل إن «البحرين أصبحت هويتهــــا و.. عاصمتها»!استكمالاً للصورة يأتي رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية فيروز أبادي ليقول إن «إيران تقوم بدور الأخ الأكبر إلى جانب جيرانها في المنطقة» و«نحن نحب جيراننا.. وندافع عنهم». هل من كلام بعد كل هذا الكلام وبعد كل هذا الفعل؟ الصورة تتضح يوماً في إثر يوم، والخطة تبرز ملامحها، وما يجري في صنعاء هذه الأيام يؤكد أننا سنشهد في المقبل منها ما لم يخطر على بالنا من قبل وما كنا نعتبره غير معقول وتجنياً على «جارتنا التي تحبنا». كثيرة هي التصريحات الإيرانية التي تبشر بوضــــع جديد في المنطقة، وكثيرة هــــي الأفعال الإيرانية التي يستنتج منها أن المنطقة ستشهد تغييراً خطيراً، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية الأردني إلى إيران ولقائه بالرئيس روحاني وتسليمه رسالة من ملك الأردن، وبعد التصريحات الأميركية الممهدة للاتفاق بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي الإيراني ولقاء وزير الخارجية الأميركي بالمسؤولين في دول التعاون لطمأنتهم -كما قيل- بأن الاتفاق لن يؤثر عليهم ولن يغير من التزامات الولايات المتحدة تجاه المنطقة.اليوم تشهد المنطقة الكثير من التحركات، وإيران تحقق الكثير من التقدم في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتمارس الكثير من الضغوطات على البحرين عبر «ملاليها» في إيران ولبنان وفي كل مكان، وترفع صوتها بشكل مختلف عن المعتاد. ما الذي يجري؟ الجواب صعب وسهل فــي آن؛ صعب لأن المعلومات المتوفرة دون أن تمكن المحللين من الجزم بأمور معينة، وسهل لأن هذه المعلومات لو ربطت ببعضها يمكن أن تساعد على ترجيح بعض الأمور، لكن في كل الأحوال هناك توافق على أن أمورا تجري بشكل غير طبيعي تشعر المتابع بأن المنطقة بالفعل على وشك أن تشهد تغييرات غير عادية أبرزها تمكن إيران منها، خصوصاً إن حققت «القوات العراقية» انتصارات واضحة في المناطق العراقية قيد التحرير من داعش والتي تستفيد من «استشارات» قاسم سليماني.عودة إلى يونسي، حيث نقل عنه قوله إن «كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية.. وسندافع عن كل شعوب المنطقة لأننا نعتبرهم جزءاً من إيران.. وإيران تنوي تأسيس اتحاد إيراني في المنطقة.. كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها البعض لأن مصالحهم مرتبطة ببعض.. لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى ولكن يجب أن نستفيد من مكانتنا ووعينا التاريخي، نفكر عالمياً ونعمل إيرانياً وقومياً»!ما يجري في المنطقة الآن ينبغي إطلاع مواطني دول التعاون عليه وعدم ترك الموضوع للاستنتاجات، فعلى حكوماتنا أن توفر ما يعين المواطن على معرفة ما يجري ليطمئن على حياته ومستقبله، فليس عدلاً أن نفاجأ بتغييرات كبيرة وخطيرة فلا نعرف كيف نتصرف.