دائماً يحرص عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزه عندما يتحدث في مناسبات عدة عن مصر العرب على استذكار الدور التاريخي الذي لعبته مصر ونخبها في بناء البحرين الحديثة، وخاصة في مجال التعليم.وسبب هذا الاهتمام الملكي اللافت تقدير جلالته لمصر الشقيقة على ما قدمته منذ بواكير القرن العشرين للبحرين وشعبها من نقل للمعرفة، وإسهام بارز في بناء الدولة الحديثة، فآلاف المدرسين عملوا في سلك التعليم بالمملكة وآلاف البحرينيين درسوا في الجامعات المصرية على مدى أكثر من عقد.تلك الحقيقة التي يقدرها دوماً جلالة الملك، تقدرها أيضاً حكومته وقبل ذلك شعبه الذي يعي القيمة الحضارية والتي يتجاوز مفهومها دولة أو مدينة أو شعب لأن مصر أكبر من ذلك بكثير ليس في وجدان البحرينيين فحسب، بل في وجدان كل العرب من الخليج إلى المحيط.مصر العرب وقفت مع البحرين طوال عقود طويلة، ولم تتخل يوماً عن مسؤولياتها الحضارية، وعندما عصفت بالقاهرة التحديات وتكالبت عليها الظروف لم تتردد المنامة لحظة في الوقوف مع مصر العرب تساندها سياسياً وتدعمها اقتصادياً مع الأشقاء في دول المنظومة الخليجية.مازلنا نتذكر تلك اللحظات التي عصفت بمصر العرب عندما عبثت بأمنها أيادٍ آثمة فكانت البحرين سباقة للتضامن مع الأشقاء، ولم يتردد جلالة الملك في تلك الظروف العصيبة خلال زيارته لشرم الشيخ على التجوّل ميدانياً ولقاء السياح والحديث معهم في رسالة عكست حقاً ما تعنيه مصر العرب للبحرين.اليوم يصل جلالته بحفظ الله ورعايته مجدداً إلى شرم الشيخ ليس لتجديد التزام البحرين بمصر العرب، فهو التزام غير قابل للنقاش، بل ليؤكد الارتباط الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون ومصر العرب.
Opinion
مصر العرب
12 مارس 2015