* وصفة الأيام وصفة عجيبة وغريبة، تتسارع وتتغير أحوالها، وتتبدل ظروفها، وتتغير الطبائع والقناعات، وتكتشف الكثير، وتصل إلى مرحلة تظن بأنك قد حققت الكثير وغيرت الكثير وأشعلت لهيب الحماس في النفوس، بالفعل إنها أيام متشابكة سريعة الانقضاء تنذرنا بتدارك ما بقي من أعمارنا، وتحول أنظارنا إلى ذلك الأفق القريب الذي يرسل ذبذباته إلى نفوسنا، رويداً رويداً، حنانيك بنا أيتها الأيام الثقال، مازلنا نتعلم في ساحاتك الكثير. * من أقوال الشيخ الجليل علي الطنطاوي رحمه الله: «يخطئون ثم يرددون الدنيا تغيرت! الدنيا لم تتغير يا أصدقاء، لأنها ليست بعاقل حتى تدرك وتتغير، القلوب والأخلاق والنفوس والمبادئ هي التي تغيرت!». وقال: «لم أجد وصف للحياة إلا أنها تجارب، فإن لم تتعلم من الضربة الأولى فأنت تستحق الثانية». وقال: «إن سألوك يوماً لماذا أنت حزين؟ أجب بصدق وقل لهم: قليل الاستغفار، مهاجر للقرآن. إحدى صلواتك ستكون الأخيرة وستودع الدنيا بعدها، فحافظ عليها، وأحسن فيها جميعها، فما تدري أيها ستكون الأخيرة».* تتباين أخلاق البشر في طباعهم وعاداتهم وسلوكهم، وكلما قربت من أحدهم أحسست بشعور مغاير عن ذلك الشعور الذي كنت تتوقعه، لأنهم بالفعل عاشوا في بيئات متفاوتة، وتذوقوا عادات مختلفة، وباتت قناعاتهم مجرد «ترهات نفسية» وأمزجة عجيبة، وغيرة عمياء وتتبع للعثرات، إن التعامل مع تلك الأصناف يجب أن يشوبه الحذر الشديد، والتعرف على نفسياتهم وأسلوب تعاملهم، حتى تقدر أن تحدد الأسلوب الأمثل في التفاهم معهم والتعبير عن مكنون حاجاتهم، تستطيع وبكل سهولة أن تضع قائمة المحاذير الحياتية للتعامل مع كل شخصية على حدة تبعاً لصفاتها وطبائعها.* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» رواه مسلم. مرض اجتماعي متأصل في أعماق العديد من الناس، إنها نفوس مريضة تنفث سمومها في المجتمع وبخاصة في الأعمال والمنتديات، فما إن تغيب عنهم إلا وأمطروا شخصيتك بوابل من الانتقادات والعيوب، وإن حضرت أمامهم إلا وبادروا بضحكاتهم وهمساتهم ومزاحهم، فئات غريبة بحق، بمقدورك أن تكتشفها منذ الوهلة الأولى من خلال ما تنقله لك من أحاديث ممزوجة بلون غريب وبرائحة مزرية، عافانا الله تعالى وإياكم من هذا المرض الفتاك.* تبدأ في انتقاد غيرك ولومهم وتوجيه سهام الاتهام لهم إلا نفسك تعتقد بأنها خالية من أية شوائب، تواصل الهجوم والفوضى وإحداث بلبلة اجتماعية في أجواء حياتك يتأثر بها كل من يخالطك في مساحات الحياة، تشوه من مستوى غيرك لغيرة عمياء سيطرت على قلبك، لأنك تريد أن تظل الأجواء لك فقط لا لغيرك، تحكم وتتخذ القرار منذ اللحظة الأولى لسماع الأمر دون أن تتثبت منه وتسمع من الطرف الآخر وتمحص «المشكلة»، صورة قاتمة لأساليب البعض الذين تأنف من أن تضيع أوقاتك معهم. * كتب حلمه في صخرة فوق جبل شامخ، لأنه على يقين بأن حلمه سيتحقق يوماً ما، وستتناول سيرته الأجيال، حلمه لم يبتعد كثيراً عن أرض الواقع، لكنه اصطدم برؤى وأحكام الأمزجة البشرية التي تقيس الأمور بمقياسها القاصر ووفق اعتبارات ومشاهدات أكل عليها الدهر وشرب!! هناك العديد من الأمزجة لا تقتنع أن تحمل حلمك فوق طبق من ذهب بالرغم من روعته وجماله، لأنها لاتزال تلبس المنظور القديم في التعامل مع مقتضيات الحياة، معان مهمة لا يفقه مضامينها إلا من قرأ أحلام الناجحين بواقعية الزمن المعاش.* تصطدم التربية في واقع وسائل التواصل الاجتماعي بعقبات مؤلمة، وبواقع مغاير عن زمان «التربية المحافظة»، فلم تعد أساليب التعامل مع الأبناء وجيل اليوم هي نفسها التي كنت تنفذها في سنوات قد خلت، نحتاج إلى فهم حكيم آخر وبمنظور آخر للتربية، نستطيع من خلاله أن نؤسس لمنهاج عملي عصري يقنع أبناء اليوم ويحافظ على سمتهم والتزامهم بمبادئ الدين الحنيف.* أناجيك يا ملك الملوك، أسألك أن تجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، وأن تفتح لنا أبواب الخير، وتجعلنا من عبادك الأصفياء الأتقياء الأنقياء، اللهم اصرف عنا كل شر وسوء وفتنة، وسخر لنا عبادك المتقين الصالحين، اللهم أسعدنا بطاعتك والقرب من بابك، واجعلنا نتلذذ بذكرك وشكرك وحسن عبادتك. * أخيراً، أنت أهل لحمل هذه المهمة السامية، لا تقف عند حد معين، لا تلتفت للتوافه التي يرمونها في طريقك، فغايتك أكبر، ونيتك الخالصة، هي التي ستشفع لك عند الملك الديان، حسبك كذلك وكفى.