السعادة لا تتوفر في خارجك، ليست بالرصيد الكبير في البنك، ليست في العقارات الكثيرة التي تملك، ليست في المركز أو المنصب، ليست في الشهرة وليست في المرأة الجميلة التي تحب؛ إنها في مكان آخر، إنها في داخلك.في كتاب «السعادة من دون عناء» من تأليف مارسي شيموف وكارول كلاين وترجمة آمال الحلبي، وإصدار مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ودار الكتاب العربي، تتناول الكاتبة مارسي شيموف الأسباب الكامنة وراء الاكتئاب والتي يمكن تغييرها من خلال تعلم كيفية البحث عن السعادة الدائمة التي تتخطى كل الأسباب، وتضع الكاتبة 21 عادة للشعور بالسعادة الداخلية، والتي استنبطتها من 100 مقابلة أجرتها مع أشخاص سعداء بالفعل، من بينهم كتاب وممثلون، كما إن الكاتبة ذكرت بعضاً من النوادر التي تحدد مبادئ ومعنى أن تكون «سعيداً من دون أي سبب».إلام تحتاج كي تكون سعيداً؟ هل تتوقف سعادتك على نجاحك في مجال العمل، أم على ارتفاع رصيدك في البنك، أم على إيجادك شريك الحياة المناسب؟ ماذا لو لم تكن في حاجة إلى انتظار تحقيق أي من تلك الأمور كي تكون سعيداً؟ ماذا لو استطعت أن تعيش بسعادة حقيقية تبدأ في داخلك وتبقى معك مهما تقلبت ظروف حياتك؟تدلك مارسي شيموف، الخبيرة في مسائل التغيير السلوكي من خلال السعادة من دون عناء، إلى سبع خطوات نحو سعادة تبدأ في داخلك. مقاربة جديدة لموضوع السعادة لا تستوجب نجاحاً باهراً تحرزه، ولا هدفاً تحققه، ولا مالاً أو علاقات ولا أي شيء آخر خارج عن ذاتك. تنصحك معظم الكتب التي تعالج موضوع السعادة بالحصول على المزيد من كل ما من شأنه أن يبعث في نفسك مشاعر الفرح، لا ضير في ذلك بالطبع، لكنه لن يجلب لك السعادة العميقة والدائمة التي تتوق إليها مثل معظم الناس، السعادة التي لا تضيع منك مهما اختلفت الظروف. يطرح هذا الكتاب، المؤهل لتغيير حياتك، برنامجاً يتألف من سبع خطوات كفيلة بأن تجعلك سعيداً في الحال أياً تكون النقطة التي تنطلق منها، وهي تعتمد في تصميمها على خبرة مائة من السعداء حقاً، وعلى معرفة أبرز المتخصصين في علم النفس الإيجابي وعلم وظائف الأعصاب، وعلى نتيجة أبحاثهم المتطورة.أظهرت الدراسات أن لكل منا ضابطاً لمستوى سعادته يبقى معه طوال عمره وهو يعود بنسبة خمسين بالمائة إلى الجينات الموروثة، وبالنسبة الباقية إلى ما هو مكتسب، لكنك تستطيع رفع المستوى الذي يتوقف عنده هذا الضابط، تماماً كما يمكنك رفع مستوى حرارة المدفأة في منزلك في يوم بارد! أما البرنامج الكامل المؤلف من سبع خطوات فهو يقوم على عادات تشمل حياة الإنسان في جميع أوجهها؛ القوة الشخصية، والفكر، والقلب، والجسم، والروح، والهدف والعلاقات بالغير.تجد في هذه الصفحات قصصاً رواها أبطالها الذين طبقوا ت لك الخطوات في حياتهم وأصبحوا سعداء من دون عناء. بين تلك القصص الملفتة مثل قصة تاجر مخدرات أمسى كاهناً، وقصة منتجة أفلام كبيرة وممثلة شهيرة نجحت في الهروب من «لعنة» لازمت عائلتها، وكذلك قصص أطباء وأساتذة ورجال أعمال. كما يطلعك هذا الكتاب على طرائق تطبيقية تساعدك في الحصول على السعادة التي تنبع من داخلك وتفيض نحو الخارج.ليس شرطاً أن تمتلك جينات سعيدة، أو أن تربح اليانصيب، أو تخسر عشرين باونداً من وزنك كي تكون سعيداً. تتعلم من خلال قراءة هذا الكتاب، كيفية الحصول على سعادة دائمة مدى العمر.وشخصياً أرى الأمر أبسط مما يتصوره الآخرون أو يتصوره الكتاب والحكماء والفلاسفة، ما عليك إلا أن تقتنع أولاً أنك أتيت إلى الدنيا من أجل مهمة، عليك التعرف على هذه المهمة والبدء بإنجازها بصورة جيدة، ثم الرضا التام عن أدائك الذي تقوم والشعور بأن ما قمت به يعني أنك قمت بدورك على أكمل وجه، هذا الشعور هو الذي يعطيك القوة على التغلب على جميع أنواع الإحباط التي من الممكن أن تسقط غيرك في بداية الطريق. ردد دائماً.. «أنا سعيد.. أنا سعيد» طوال يومك، وسترى نفسك.
Opinion
أنت من تصنع سعادتك
14 مارس 2015