يبدو أن المنطقة العربية أو هذا الإقليم الذي نعيش فيه تحديداً بات مركزاً صارخاً للصراع الدولي والأجنبي، كما أصبحت منطقتنا ساحة مفتوحة للخصوم «الأعاجم» لتصفية حساباتهم وتقرير مصيرهم ومستقبلهم على أراضينا وعلى حساب مستقبلنا ومصالحنا أيضاً، وهذا من أخطر القضايا التي تواجه المنطقة، حيث إنها بدأت تتفرج دون أن تتدخل، وأن تعطي دون أن تأخذ، من باب الاستسلام للأمر الواقع وليس من باب فقه الأولويات.الغرب وأمريكا وتركيا وإيران وغيرهم من الذين لا يجيدون ولا يتكلمون العربية، باتوا يتصارعون في منطقتنا كقوى كبرى لها مستقبلها ومصيرها هنا، حتى دون الالتفات إلى مصير هذه الشعوب والدول، فالمرحلة الحساسة التي يمر بها العالم العربي هي مرحلة جمع «نقاط» ومعها بكل تأكيد «جمع الغنائم»، بينما العرب لا يملكون حيلة في هذا الشأن ولا سبيلاً، فكل ما يملكونه اليوم هو أن يأخذوا دور المتفرج فقط، ولو استمر الحال على ما هو عليه فمن الطبيعي أنهم سيأخذون وضع «الميت».يقول المثل الشعبي الخليجي الدارج «الدار دار أبونا والقوم حاربونا»، وهذا هو الحاصل في منطقة الوطن العربي، فهذه الأوطان العربية التي نعيش فيها اليوم أصبح فيها الذين لا يتكلمون العربية هم من يتحكم في شكلها ومصيرها، وكأنها مناطق لا تعنينا، وما قد ساهم أكثر في ترسيخ هذا المفهوم في وعينا وفي أذهاننا كعرب هو انشغالنا بالصراعات البينية وعدم تطويرنا لأوطاننا، بينما من لا يتكلمون العربية واصلوا رحلتهم إلى الفضاء، ولهذا كانت منطقتنا العربية الغنية بالنفط والطاقة والموقع الاستراتيجي الهام مطلباً غير عربي!لا نعلم؛ هل فات أوان الوحدة العربية أم مازال في الأمر بقية؟ هل فاتنا قطار التقدم واللحاق بالأمم المتحضرة أم بإمكاننا تدارك هذا التخلف عبر النهوض بشبابنا وأوطاننا وثرواتنا لبناء مستقبلنا ومستقبل الأجيال العربية القادمة؟يبدو أن «الأعاجم» بدؤوا على التوافق فيما بينهم حول تقسيم المنطقة وليس الكعكة فقط، بينما مازالت خطابات بعضنا تتحدث بلغة طائفية هابطة أو بلغة ركيكة مشتتة لا ترقى لربع طموحاتنا حول المستقبل، وبين هذا الضياع وذاك الاتفاق ضاع الوطن العربي من أيدينا.إذا لم يتدارك العرب ما تبقى من الوقت والمصير، فإن المنطقة قادمة على تقسيمات خطيرة جداً، وحينها لن ينفع الندم، ولن يجدي السلاح ولا المال ولا الصراخ، فالقوي هو الذي يختار مصيره ومصير من يعيشون حوله من الضعفاء، فهل ينتبه العرب لما يجري داخل أوطانهم؟ أم أنهم لم يدركوا أصلاً ما يدور حولهم؟ كل شيء جائز ووارد في بلاد العجائب، بلاد العرب.
Opinion
العرب والشأعاجم.. من يملك المستقبل؟
16 مارس 2015