تشرفت بحضور الحفل البهيج والرائع لمشروع «تاج الوقار» بواحات القرآن الكريم بجمعية الإصلاح التي احتفت من خلاله بتخريج مائة حافظ وحافظة لكتاب الله الكريم، برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وبحضور الممثل الشخصي لجلالته، سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، وبحضور متميز من كبار الشخصيات وأولياء الأمور.هذه الرعاية الملكية السامية لحفظة كتاب الله الكريم في زمن يعج بالتحديات، ليعطينا أكبر دلالة لاهتمام عاهل البلاد، حفظه الله ورعاه، بدعم وتشجيع برامج تحفيظ القرآن الكريم، فرعايته لهذه الحفل، تعطي القائمين على شؤون تحفيظ القرآن الكريم، أكبر دافعية للمزيد من التميز والكفاءة والعطاء في المجتمع البحريني، والعمل على تطوير أساليب تحفيظ القرآن الكريم، والارتقاء بها لتخريج حفظة متقنين وعاملين، يحبون وطنهم ويدافعون عنه، ويساهمون في رفعته ورقيه وعلو شأنه، فشكراً لملك البلاد، صاحب الأيادي البيضاء التي ترعى شباب الوطن وتنهض بهممهم للوصول إلى أعلى المراتب. فبمثل هؤلاء تفتخر الأوطان، وتفتخر البحرين التي لبست أجمل الثياب في ليلة تخريج حفاظ كتاب الله الكريم، يحق للبحرين أن تفتخر بمثل هذه الاحتفالات، وبهؤلاء الشباب الذين يحملون راية الخير ويذودون عن بلادهم حباً ووفاء، فكم نحن بحاجة ماسة للاهتمام بحفظة القرآن والعمل على منحهم مزايا تعادل المزايا الأكاديمية.وخلال تخريج الحفظة، التفت أتمعن تلك الوجوه الإيمانية القرآنية، التي تحتفي مع من تحب بختمها لحفظ كتاب الله الكريم كاملاً، أتمعن في وجوه لطالما جمعتنا معهم أجمل اللحظات في مسير الحياة، حينها أعادوا في ذاكرتي شريط ذكريات جميلة يفخر المرء بها، وهو شريط مليء بأجمل اللحظات كان الجميع يتشوق حينها أن تتكرر في زمان لا يتكرر، يتشوق ليضع يده في يد صاحبه ليترنما بتلاوة كتاب الله الكريم، وينهلا من معينه الصافي ما يعينهم على التميز في الحياة، اليوم أصبحوا خير أبطال ستظل الأيام تحكي قصص نجاحهم. امتزجت مشاعر الفرح بقطرات من الدمع، تتذكر بكل إجلال وتقدير أيام الذكريات الرائعة الحافلة بحب الخير لوطن الخير، البحرين الحبيبة، صنعت فيها الأمجاد وشخصيات رائعة ابتسمت اليوم وردت الجميل لأصحاب الفضل الجليل، أيام خط فيها صناع الخير أروع الشعارات وعلموا الأجيال أن حب الوطن والعطاء والخيرية والوفاء قيم أصيلة جميلة، لا تنسوها أبداً، فلعلكم فيما بعد ترسمون من خلالها أجمل الصور في أجيال سوف تتعلم على أياديكم، حب الخير، إنها واحة القرآن الوارفة التي جمعت وتجمع الأحباب والأجيال ليكونوا مشاعل خير في بلد الخير. بالفعل حفل أعادني إلى الوراء، أتأمل، أراجع، أراقب من بعيد تلك الإنجازات الجميلة، وذلك العمل الجميل الذي يصنع أحياناً في زمن واحد قد لا يتكرر بكل تقاسيمه، ولكن، الأجمل من ذلك كله أن البذرة أضحت اليوم شجرة باسقة وأبطال يحملون راية الخير، كما تعلموا أن يحملوها عندما كانوا صغاراً. قد لا يفهم معنى الكلام، ولا يقرأ وراء السطور إلا من عاش أجمل الأيام، وتذكر أجمل الذكريات، وسارع مخلصاً لأصحاب الفضل ليلبسهم باقة جميلة وفاء وتقديراً لعطاء وتضحية وحب، إنه الحب الذي علمتنا إياه واحات الخير، «حب» كنا ننسجه لنصنع ثوباً جميلاً تلبسه الأجيال، ولكن، تغيرت المضامين، وبات البعض يقسو على غيره، ويحتفل بإنجازاته بعيداً عن أحبابه ومحبيه.معذرة، فحفل «تاج الوقار» أعاد إلى ذاكرتي معاني جميلة، كتبتها على عجالة وبدون ترتيب، عذراً فقلب محب لكتاب ربه، ومتعلق بخدمة كتابه، كان ومازال يحب أن يحمل رايته خفاقة في وطن الخير، معذرة، فالمشاعر مختلطة، كانت في لحظة ما وليدة مساحة صغيرة في بقعة صغيرة، حتى امتدت اليوم لتكون مساحات شاسعة وحفلاً رائعاً يحتضن أبطال النجاح من حفاظ كتاب الله الكريم، لحظة لا تتكرر كثيراً في حياة المرء، عندما يعيش ويعانق الفرح بحضور حفل يضم شامات المجتمع البحريني، وبرعاية ملكية سامية، وبهذا الزخم والمتابعة.معذرة، لقلم لا يصوغ أحياناً ما يختلج في النفس، فالمواقف أحياناً تحكي عن نفسها، فشكراً لك أستاذي، شكراً لك فقد علمتني الكثير، شكراً لك فحياتي صغتها بلمساتك الحانية، وبنصائحك الفريدة، شكراً لك، فشخصيتي اليوم هي نتاج حب وحنان وتربية عشناها معاَ من أجل حب الخير وحب الوطن والفوز بالجنان الخالدة، شكراَ لك أستاذي الحبيب، فما زلت أتذكرك وأتذكر جلساتك وتعليمك لي لكتاب الله، دفعتني لختمه، علمتني تلاوته وتجويده، حفزتني لأبادر وأكون في أول الركب، أقود قافلة الخير بكل نجاح، شكراَ لك فأنت تعني لي الكثير، فمنهجي أن أعلم الغير الخير لأكون في قافلة الناجحين بعون الله، ومن خيار الناس، كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن الكريم»، فهنيئاً لكل صاحب رسالة قرآنية، وهنيئاً لكل حافظ حاز شرف التكريم، في حفل «تاج الوقار»، هنيئاً للجميع.