(فمن تطوع خيراً فهو خير له) صدق الله العظيمالعمل التطوعي بات من الأعمال البارزة والمتزايدة في مملكة البحرين، ونتيجة مشرفة لثقافة عالية في المجتمع البحريني، الذي يصنف الآن كرائد في الأعمال التطوعية مقارنة بالدول المحيطة، بل ويعتبر مصدراً للأفكار التطوعية بمختلف تصنيفاتها الثقافية والمجتمعية والعلمية والفكرية والدينية والطلابية، إلى آخره من التشعبات التي يوجد فيها مجال للتطوع.مما لاشك فيه أن أكثر المساهمين في الأعمال التطوعية هم فئة الشباب، فدورهم الذي أضحى أساسياً ومحورياً في تنشيط الأعمال التطوعية على اختلافها، انعكس اليوم إيجاباً باختيار مملكة البحرين كأول عاصمة عربية للشباب، وما هذا إلا دليل على أن وعيهم بأن الأعمال التطوعية بمختلف أنواعها تنشئ في المجتمع ثقافة المبادرة والعطاء، وتغرس في النفوس صفة التكاتف والإسهام في البناء، ولكل ما تحمله ثقافة العمل التطوعي من فوائد وإيجابيات فإن من الضروري على الجهات الحكومية، أولاً، تشجيع الأعمال التطوعية ودعمها لتكون جزءاً من التكوين الثقافي والنفسي للمجتمع البحريني، وتأطير هذه الأعمال وتنظيمها ثانياً، لضمان استمراريتها وتحقيقها للأهداف المنشودة وتعزيز وجودها وانتشارها، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إشراك المؤسسات الحكومية والقطاع الأهلي في دعم هذه الأعمال، فتح المجال للمتطوعين للإسهام في المشاريع الوطنية، تبني مجلس النواب للأفكار الشبابية التطوعية من خلال لجنة الشباب والرياضة وذلك بوضع خطط لتقدير الجهود وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتحفيز هذه الفئة على الاستمرار، وإقامة المشاريع والدورات وورش العمل والتدريب لتأهيل وتطوير الشباب وحثهم على الانخراط في العمل التطوعي.كما أن دور المجتمع في الإسهام بدفع عجلة الأعمال التطوعية كبير وجلي، فبذرة التطوع تزرع أولاً من البيت والأسرة، وتكبر لتكون سلوكاً معتاداً بين الأفراد والمجتمع.ختاماً إن أهمية العمل التطوعي تكمن في تعزيز اللحمة الوطنية وثقافة التعاون والعطاء، وتخلق مجتمعاً متعاضداً ومتحاباً، هو بوارق أمل تنير طريق النهضة والتطوير، وتعبير صادق وحقيقي لحب الوطن، لذا فإن دعمه واجب وتبني العاملين فيه وتقديرهم حافز لاستمرارهم وزيادتهم.