الرسالة التي وصلت للمواطن أن مطالبك بتحسين مستوى دخلك ترف لا وقت له الآن ولن يتحقق أبداً في ظل هذه الظروف، فهل هذه هي الرسالة التي تريد الحكومة أن توصلها للبحريني؟ إذ أين يقع الوعد بتحسين مستوى دخل الفرد وسط هذا الكم من التصريحات الحكومية وبعضها متناقض عن العجز والدين العام «المصرف المركزي يحذر من الاقتراض ووزير المالية يحذر من عدم الاقتراض»!! الرسالة التي وصلت للمتلقي أن هذا الحلم اختفى بالتأكيد وتبخرت الوعود به ولا أعتقد أن هذه هي المحصلة النهائية والاستنتاج الذي تريد الحكومة أن يصل للبحريني، لكن الواقع أنها أوصلته إلى هذا الاستنتاج.هذا ما يحدث حين لا تكون هناك استراتيجية إعلامية واضحة متفق عليها حكومياً، ولا توجد رؤية اقتصادية واضحة معها متفق عليها بحرينياً.صحيح أن البحرين أمام تحديات كبيرة في ظل تراجع أسعار النفط وتصاعد الدين العام، لكن في ذات الوقت الفرص بها كبيرة وواعدة، والبحريني ممكن أن يستفيد منها ويقتنصها لتحسين مستوى دخله لكن لا خطاب حكومياً واضحاً في هذا الاتجاه.تركز البحرين خطابها المشجع على الخارج لجلب الاستثمارات فقط، لكنها تجهل تماماً كيفية مخاطبة الداخل وتبصيره بالإمكانيات المتاحة له، لذلك نرى تلك التشوهات في السوق التي تحفل بالوظائف ذات الدخول العالية إنما يقتنص الأجانب أكثر من 90% منها ولا يعرف البحريني كيف يحصل عليها.سوق ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة سوق كبيرة وواعدة إنما تقتلها البيروقراطية الحكومية ويغيب عنها الدعم الكافي ويجهل الخطاب الحكومي كيفية نشر قصص النجاح المشجعة لها.الزبدة هناك الكثير من الآمال الحقيقية لا المجملة ولا المبهرجة والتي تفتح الآفاق للإنسان وترشده وتساعده لتحسين دخله حتى في أسوأ الظروف أليس للحروب أثرياء؟ رغم أن ذلك مثال صارخ إنما يوضح أن الإنسان يستطيع لو أراد أن يخلق الفرص ويقتنص الفرص الموجودة، إنما الخطاب حول الفرص والمبادرات التي تعمل على تحسين دخل الفرد لا تجد لها مكاناً إلى جانب الخطاب عن الدين العام والعجز في الميزانية وأسعار البترول المتدنية فيختل التوازن ويعتقد الإنسان على هذه الأرض أن الأيام السوداء تلك التي لم نعشها بعد.لا أحد طالبكم بالكذب وتزيين الأمور لكن على الأقل انتبهوا «للرسالة الإعلامية» التي تصل للمتلقي ومدى توافقها مع الواقع.