ببساطة يمكن تقبل مسألة إصدار جمعيات مثل وعد أو التقدمي أو القومي أو غيرها بيان استنكار أو إدانة أو شجب تعبيراً عن تعاطفها مع ضحايا حوادث التفجيرات أو الكوارث أو غيرها في هذه البلاد أو تلك، ولا بأس حتى لو انتقت جمعية الوفاق إصدار بيان عند سقوط ضحايا من الحوثيين في اليمن أو آخرين يميلون إليهم ويعتبرونهم مكملين لهم في العراق أو سوريا أو لبنان، كل هذا يمكن تقبله وتبريره، فهذه في خاتمة المطاف جمعيات سياسية ولها أن تبدي تعاطفها مع هذه الجهة أو تلك في مناسبة أو أخرى لسبب أو لآخر.لكن ما لا يمكن تقبله هو أن يرسل «ائتلاف فبراير» بطاقة تهنئة للسيد الخامنئي بمناسبة النيروز، وإن لم يكن هذا الأمر غريباً عليها، فهذه ليست المرة الأولى التي يهنئ فيها الائتلاف إيران بهذه المناسبة أو تلك، وهو بالتأكيد يدخل في باب «الوفاء»، حيث الواجب يفرض التعبير عن الشكر والامتنان على وقفة القيادة الإيرانية المستمرة منذ سنوات والدعم السخي الذي لا يتوقف!لم يعد غريباً أن يقوم «ائتلاف فبراير» بإرسال بطاقة تهنئة للشعب الإيراني «الشقيق» بمناسبة عيد النيروز وحلول العام الشمسي الجديد، فالعلاقة تحتم القيام بهذا الواجب. الائتلاف قال في بطاقة التهنئة التي أصدرها السبت (21 مارس 2015 ) «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية (حكومة وشعباً) ورغم الحصار الاقتصادي، قد حققت إنجازات كبيرة بقيادة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف)، سيما على صعيد الإنجازات النووية والفضائية، بما جعلها اليوم في مصاف الدول العظمى في العالم»، وتمنى للشعب الإيراني «الشقيق» المزيد من التقدم والازدهار على مختلف الأصعدة وكافة المستويات.اليوم صارت العلاقة على المكشوف، لذلك فإن نسخة من بطاقة التهنئة هذه ترسل للجميع عبر الإنترنت، ربما ليشهدوا بأن «المعارضة» قد قامت بالواجب تجاه «الشعب الشقيق» الذي لا يتأخر عن القيام بـ «واجبه» تجاهها. تماماً مثلما أن العلاقة بين إيران والحوثيين في اليمن صارت على المكشوف؛ إلى الحد الذي يدفع عبداللهيان لتأكيد استعداد إيران إرسال فريق كامل من الأطباء لمعالجة جرحى انفجارات المساجد الجمعة الفائتة أو نقل الجرحى إلى إيران، حيث العلاقة تحتم، وحيث تطورات الأحداث لا ينفع معها الاستمرار في إبقاء العلاقة سرية. طبعاً ليس مهماً لدى «المعارضة» و«ائتلاف فبراير» تاريخ ومعنى الاحتفال بعيد النيروز الذي هو «اليوم الفاصل بين الشتاء والربيع ويعود الاحتفال به إلى الحضارة السومرية والديانة الزرادشتية المجوسية التي سادت في بلاد فارس القديمة، والنار من طقوسه»، فالمهم هو أنه مناسبة يمكن التعبير من خلالها عن الشكر والامتنان لإيران على وقفتها ودعمها وإصرارها على التدخل في شؤون البحرين، والدليل هو أن كل ما ورد في البطاقة من كلام لا علاقة له بالنيروز؛ وإنما هو تعبير عن التقدير والامتنان والثناء على إنجازات القيادة الإيرانية.هل يدخل هذا في باب الفضيحة؟ للأسف الجواب هو نعم؛ وإن لم تشكل البطاقة صدمة لقارئها على اعتبار أنها ليست المرة الأولى وأن هذا الأمر متوقعاً، فليس معقولاً أن تأخذ هذه المجموعات من إيران ما تشاء من دون توقف ثم لا ترفع حتى بطاقة تهنئة في مناسبة عزيزة على إيران مثل عيد النيروز!النيروز معرب كلمة «نوروز» الفارسية، ويقال أيضاً إن مصدرها كردي، وهي كلمة مركبة من «نو» بمعنى جديد، و«روز» وتعني يوم، فيصبح معنى الكلمتين معاً «اليوم الجديد».سؤال بريء.. هل تؤمل «المعارضة» أن تحتفل بـ «اليوم الجديد» في البحرين؟