من المؤمل أن يتحول إستاد البحرين الوطني مساء غد الخميس إلى مسرح كروي تتزين مدرجاته بالحضور الجماهيري المكثف لمتابعة اللقاء الدولي الاستعراضـــي بين منتخبنا الوطني وضيفه الكولمبــي - الحصان الأسود لمونديال البرازيل 2014. بعيداً عن كل الحسابات والفوارق الفنية والبدنية التي تفصل الأحمر البحريني عن الأصفر الكولمبي يبقى اللقاء من اللقاءات التاريخية في مسيرة كرة القدم البحرينية التي ستظل عالقة في الأذهان كما هي لقاءاتنا السابقة مع المنتخبات والأندية العملاقة من أمثال سانتوس وفلامنجو البرازيليين وبايرن ميونخ الألماني وليفربول الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي وغيرهم من الأسماء البارزة على الساحة الكروية الأوروبية.الاستفادة من مثل هذه المواجهات ليست قصراً على الجانب الفني بل إن لها جوانب إيجابية عديدة لعل في مقدمتها الجانب الترويجي والسياحي لمملكة البحرين خصوصاً في ظل الأوضاع الدائرة على الصعيد السياسي والتي تختلط فيها الحقائق بالأكاذيب فتترك انطباعاً مهزوزاً يمكن إيضاحه من خلال هذه اللقاءات الرياضية العالمية التي يلمس فيها الضيوف واقع الأمور.أيضاً من فوائد هذه اللقاءات العالمية تحفيز الجماهير الكروية على العودة مجدداً إلى المدرجات شبه المهجورة منذ سنوات وما تفرزه هذه العودة من مردودات نفسية ومعنوية بجانب المردود المادي. من هنا فإننا نتمنى نجاح اللقاء البحريني الكولمبي جماهيرياً لكي يتحفز اتحاد كرة القدم وتتحفز الجهات الراعية لمزيد من المبادرات المستقبلية باستضافة منتخبات وفرق عالمية كما كنا نشاهد في سابق الزمان عندما كانت البحرين محطة سنوية للعديد من الأندية الأوروبية المعروفة كما أسلفت.أما من الناحية الفنية والبدنية فنحن نعلم الفوارق جيداً بين منتخبنا وضيفه العالمي ولا نطمع إلا في أداء فني مقنع للأحمر يزيل به تلك الصورة المهزوزة التي ظهر عليها في استحقاقيه الأخيرين في الرياض وأستراليا كما نتطلع لأداء كولمبي ممتع يكون امتداداً لتلك العروض الراقية التي قدمها نجوم الفريق في المونديال البرازيلي وكيف استطاعوا أن يخطفوا الأنظار والأضواء الإعلامية هناك.وبما أن الحضور الجماهيري هو المعيار الأكبر لقياس مدى نجاح هذا المهرجان الكروي فإننا نتطلع لزحف جماهيري يعكس حضارة جماهيرنا البحرينية ومتابعتها للكرة العالمية ويترك انطباعاً إيجابياً لدى الضيوف القادمين من أقصى الغرب.